توقع تقرير أعده معهد هودسون الأميركي حصول التجمع الوطني للأحرار على 12 في المائة، على الأقل، من أصوات الناخبين، وبالتالي احتلاله المرتبة الأولى في الاستحقاقات الانتخابية بالمغرب، المقر إجراؤها يوم 25 نونبر الجاري. وزادت هذه التوقعات من تسليط الضوء أكثر على التجمع، وهو حزب ليبرالي من يمين الوسط، بعد أن سرق الاهتمام من باقي المكونات السياسية، إثر إعلان قيادته، رفقة أحزاب أخرى، تحالف الثمانية، الذي أحدث رجة في الساحة السياسية. ورغم تأكيد مراقبين على أن هذا التحالف، الذي يتكون من 8 أحزاب، يهدف أساسا إلى عزل العدالة والتنمية المعارض (ذي المرجعية الإسلامية)، وأيضا إلى قطع الطريق أمام أحزاب الكتلة الديمقراطية، إلا أن مهندسي هذا المولود السياسي الجديد يشيرون إلى أن الهدف من هذا التحالف هو مواجهة أي تيار محافظ، كيفما كان نوعه، سواء في المؤسسات أو خارجها. ويركز التجمع في برنامجه الانتخابي على الحفاظ على الاستقرار الماكرواقتصادي، وعلى التوازنات الخارجية، وتحقيق نسبة نمو تفوق 6 في المائة، وإصلاح نظام المقاصة (دعم الدولة لمواد الاستهلاكية الأساسية)، وذلك بتخصيص 50 في المائة من النفقات للدعم المباشر للشرائح الفقيرة والمعوزة، و50 في المائة لدعم أسعار المواد الأساسية، والإصلاح الشامل لأنظمة التقاعد. وسيلتزم الحزب بتعزيز البناء الديمقراطي، ووضع نظام فعال للحكامة يربط المسؤولية بالمحاسبة لضمان نجاعة السياسات الحكومية، وتوفير الأمن بمختلف أبعاده وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتثمين دور المرأة في المجتمع. وقال الوديع بنعبد الله، عضو المكتب التنفيذي للحزب، إن "التجمع الوطني للأحرار عليه إقبال من طرف المواطنين، الذين يقولون بأنه أتى بصورة جديدة، رغم الحرب التي تدار ضده من طرف المنافسين، بحكم أنه من بين الأحزاب المتصدرة ل (جي 8). وأوضح الوديع بنعبد الله، في تصريح ل"إيلاف"، أن "التجمع جاء ببعض الواقعية والجرأة، وهذا ما نحاول إبرازه في العمل الذي نقوم به"، مشيرا إلى أنها "المرة الأولى التي يتقدم فيها ثمانية أحزاب ببرنامج مشترك". وذكر القيادي في التجمع أن "هذا البرنامج بمثابة عقدة مع المواطنين، إذ أن هذه الأحزاب الثمانية تلتزم في حالة فوزها بالأغلبية بأنها ستعمل على تطبيق ما جاء فيه". وأضاف الوديع بنعبد الله "نحن نقول للناس امنحونا الأغلبية، وبعدها احكموا علينا، وإذا فشلنا، فإننا نطلب منكم محاسبتنا. وهذا الأمر لم يسبق له أن حدث في المغرب"، مبرزا أن "الناخب إذا لم يختر أن يعطينا الأغلبية، فسنعمل كمعارضة، ونحاول التجاوب معه على هذا الأساس". من جهته، قال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "التجمع تطور على مستوى التنظيم والصورة، مقارنة مع الانتخابات التشريعية لسنة 2007، وهو ما يؤهله ليكون الأول في استحقاقات 25 نوفمبر". وتحدث منار السليمي، في تصريح ل"إيلاف"، عن عناصر أخرى تؤهل الحزب لبلوغ هذا المركز، منها طريقة انتقاء المرشحين وتوزيعهم الجغرافي على المناطق، وأداء وزراء الحزب داخل الحكومة، إلى جانب توقع فوز هذا المكون السياسي بمقعدين في عدد من المناطق، وطبيعة النخبة المقدمة، إذ أن هناك نخب جديدة خرجت إلى الواجهة، منها قيادة الحزب التي جاءت بعد مرحلة تصحيحية، والأثر الإيجابي لتحالف الثماني، الذي سيستفيد منه التجمع وباقي المكونات السياسية الأخرى المشاركة فيه. كما توقع أستاذ العلوم السياسية أن يظفر الحزب، الذي لم يسبق له أن قاد الحكومة، بأكثر من 70 مقعدا في الانتخابات المقبلة. وتأسس حزب التجمع الوطني للأحرار، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1978، بعد أن أفرزت انتخابات عامي 1976 و1977 أغلبية برلمانية بدون انتماء سياسي. وكان أول رئيس للحزب هو أحمد عصمان، الذي شغل منصب الوزير الأول ( 1972-1979)، ومنصب رئيس البرلمان (1984-1992). أيمن بن التهامي