توصلت تحقيقات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بخصوص جريمة مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس بالرصاص أمام فيلته بحي كاليفورنيا الراقي بالدارالبيضاء، إلى خيط مهم في التحقيقات، بعد أن وضعت يدها على مجموعة تسجيلات كاميرات المراقبة في الفيلات بشارع بنغازي، والأزقة المتفرعة عنه، وفق ما جاء في صحيفة "أخبار اليوم" في عدد نهاية الأسبوع. وحسب التحقيقات، فإنه رغم رداءة التصوير، وعدم اشتغال العديد من الكاميرات، فقد تم الاهتداء إلى أربعة مقاطع فيديو، مكنت من معاينة السيارة السوداء من نوع "داسيا" تغادر شارع بنغازي في اتجاه شارع المنظر العام، حوالي الثامنة وخمسة وثلاثون دقيقة مساء يوم الجريمة، لتعود إلى نفس الشارع بعد حوالي ثلاث دقائق، وتتوجه مباشرة للتوقف بالقرب من إحدى الفيلات، على بعد أمتار من فيلا البرلماني مرداس. وبعد ركن السيارة 40 دقيقة، ستتوقف في الاتجاه المعاكس لها سيارة صغيرة الحجم غامقة اللون، وذات سقف فاتح اللون، حيث لم يمر على توقفها سوى بضع دقائق، لتظهر سيارة البرلماني مرداس من نوع "أودي أ8" تلج شارع بنغازي من جهة المنظر العام، وبمجرد تجاوزها لسيارة "داسيا" ستنطلق الأخيرة متعقبة سيارة البرلماني، وبعد مرور بضع ثواني، سيقوم الجنات على متن السيارة "داسيا" على تنفيذ الجريمة، مغادرين مسرح الجريمة بسرعة جنونية في اتجاه شارع فاس عبر شارع بنغازي. تمت مراسلة مختلف المصالح الأمنية العاملة بجهة الدارالبيضاء والمدن المجاورة، قصد العمل على مد فريق البحث بلائحة لمختلف وكالات تأجير السيارات المتمركزة بقطاع نفوذ كل دائرة شرطة، مع التركيز على تلك التي تملك سيارات من نوع "داسيا" سوداء اللون من الجيل الجديد، والتي كانت مكترات ليلة تنفيذ الجريمة، ليتم التوصل إلى الوكالة التي عملت على تأجير السيارة، كما تبين أنها اكترتها إلى ابن شقيقة المستشار الجماعي. واتجهت الأبحاث نحو المعطيات المخزنة بجهاز "جي بي إس" المثبت بالسيارة، ليتضح أنه تم تحديد موقعها يوم 7 مارس، تاريخ جريمة القتل، حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء بشارع بنغازي وهو الشارع الذي يضم فيلا مرداس، لتغير مكانها وتتجه نحو شارع المنظر العام، وتعود إليه وتستوقف غير بعيد من فيلا البرلماني مرداس، وذلك على الساعة التاسعة وعشر دقائق، حيث بقيت على هاته الحالة إلى غاية الساعة التاسعة و33 دقيقة، حيث شغلت محركها، دون أن تبرح مكانها. وكشف جهاز "جي بي إس" من خلال المعطيات المخزنة داخله، أن السيارة غادرت شارع بنغازي ، على الساعة التاسعة و58 دقيقة، في اتجاه شارع فاس بسرعة 79 كلم/ س، وهو الحيز الزمني الذي ارتكبت فيه جريمة القتل في حق البرلماني عبد اللطيف مرداس أمام مسكنه.