اعتمد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بعد تكليفه بمهمة التحقيق في مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس، أمام فيلته بحي كاليفورنيا الراقي بالبيضاء، على وضع خطة عمل لفك لغز جريمة القتل الغامضة والتي كانت توحي قراءتها الأولية أنها من ارتكاب مافيا أوعصابة مسلحة، قبل أن تنتهي الأبحاث إلى اعتقال زوجة القتيل وعشيقها وابن أخته وعرافة، من خلال تتبع الخيوط التي كان ضمنها أشرطة كاميرات المراقبة، والحراس الليليون. وأثناء البحث التمهيدي، ارتأت عناصر فرقة الخيام، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمصلحة الولائية للشرطة القضائية، على تقسيم البحث بين مجموعة من الفرق، تم تكليف كل منها بمهمة معينة، حيث تكلف الفريق الأول بالعودة إلى مسرح الجريمة، والقيام بمجموعة من التحريات الميدانية، والتي مكنت من حجز "مقذوف" "PROJECTIL" الذي كان لازال عالقا بحائط فيلا البرلماني القتيل، ليتم انتداب ضابط شرطة مختص مكانيا، وتقنيي مسرح الجريمة التابعين لمنطقة أمن عين الشق، التي عملت على حجزه وإحالته على الخبرة التقنية. وعمل فريق البحث على تلقي إفادات مجموعة من الحراس الليليين، أكد أحدهم كونه ليلة وقوع الجريمة، وحوالي الساعة الثامنة والنصف مساء، وأثناء قيامه بجولته المعتادة، أثار انتباهه توقف سيارة سوداء اللون من نوع "داسيا" غير حاملة للصفائح المعدنية، بمكان ليس ببعيد عن منزل البرلماني مرداس. وأفاد حارس أمن خاص بإقامة "كاردن سيتي" بشارع بنغازي الذي تتواجد به فيلا البرلماني مرداس، أنه وقت سماعه لإطلاق الرصاص، عاين بعد لحظات، مرور سيارة سوداء اللون، بسرعة جنونية بشارع بنغازي في اتجاه شارع فاس. لينتقل فريق البحث المكلف بمسرح الجريمة، لوضع يده على مجموعة من تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة بمجموعة من الفيلات المنتشرة على طول شارع بنغازي، وكذا الأزقة المتفرعة عنه، وتلك المؤدية إلى شارع المنظر العام، وأيضا المؤدية إلى شارع فاس.