أعرب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الجمعة 06 أكتوبر بالراشيدية، عن سعادته بزيارة جهة درعة – تافيلالت التي تأتي ضمن برنامج حكومي للتواصل مع مختلف جهات المملكة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية وانسجاما مع خيار الجهوية المتقدمة الذي اختاره المغرب. وأضاف العثماني، في كلمة خلال لقاء تواصلي مع المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني ومسؤولي المصالح الخارجية، انها أول مرة يزور فيها رئيس حكومة أو وزير أول هذه الجهة مع وفد كبير من وزراء ومسؤولين، معتبرا أن هذه الزيارة منسجمة مع تصور الحكومة في إيلاء الأهمية للجهوية ولتقوية الجهات حتى تكون قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لان المركزية لا تحل كل المشاكل بل قد تعقدها في بعض الاحيان. وأكد على أن الجهوية المتقدمة هي الطريق الوحيد لتحقيق العدالة المجالية، "ومن هنا أقول ان الحكومة لديها من الإرادة والعزم للمضي في تنزيل المقتضيات القانونية الجهوية رغم التحديات والصعاب "‘ يضيف رئيس الحكومة. ولفت العثماني الانتباه إلى أنه رغم العمر القصير لهذه الحكومة فلقد نجحت في إخراج عدد مهم من المراسيم التي لها علاقة مباشرة بالجهوية وبقي ثلاثة مراسيم سيتم المصادقة عليها في الأسابيع المقبلة. كما أوضح رئيس الحكومة أن أول خطوة لمواجهة التحديات هو الإنصات والحوار الذي هو من بين أهداف هذه الزيارة، مشددا على انه واع بان مواكبة هذا الورش الجهوي يستلزم نقل سلطات الإدارة من المركز إلى الجهة إضافة إلى أنه لا يمكن ان ننجح في الجهوية المتقدمة دون إخراج ميثاق اللاتمركز الذي طالب جلالة الملك بإخراجه الى الوجود وهو ما برز بشكل جلي في الاهتمام التي أبداه جلالته في 12 خطاب ملكي. وأبرز ان إخراج هذا الميثاق، الذي هو الان في طور الإعداد والمناقشة، هو خطوة مهمة وهو ما سيحقق تناغم بين المؤسسات الجهوية والإدارة المركزية. وفي سياق متصل أكد رئيس الحكومة على أن اختيار جهة بني ملال ثم جهة درعة تافيلالت هو لكون هذه الجهات لم تستفد في العقود الماضية من ثمار التنمية بما فيه الكفاية، كما أن جهة درعة تافيلالت هي حديثة الإنشاء بحيث كان جزء منها تابع لسوس ماسة والآخر لمكناس تافيلالت وتحتاج إلى دعم واهتمام أكثر. وفي المقابل، دعا رئيس الحكومة المسؤولين والمنتخبين في الجهة إلى التعاون لان هذا الوضع جديد يحتاج الى وقت لتثبيته وبان هناك صعوبات في البداية تتطلب الصبر والتعاون بين الادارة والأحزاب السياسية والمنتخبين بمختلف انتماءاتهم والمجتمع المدني بافق وطن، مشددا على ان معركة الوطن ليس فيها رابح أو خاسر وبأن الاختلال وارد ويمكن ان تتنافس لكن ندافع عن وطننا ومصالحه العليا، محذرا من الخطاب السلبي الذي اذا تجاوز الحدود سيضر ببلدنا، ومشددا على أن للحكومة الإرادة القوية في الإنصات وحل المشاكل. كما اعتبر العثماني ان جهة درعة تافيلالت حباها الله بالموارد الطبيعية وتمتلك من الغنى الثقافي وكان لديها إشعاعا حضاريا وتاريخيا قاوم أهلها الاستعمار ولقنت المقاومة دروسا في الوطنية. ووفاء لدماء الشهداء وجب على الجميع العمل على النهوض بهذه المنطقة التي لم تستفد من ثمار التنمية والبرامج التنموية بما فيه الكفاية وعانت من التهميش بسبب سياسات أو برامج اوتوجهات، يؤكد رئيس الحكومة. وأشار رئيس الحكومة الى انه لأول مرة تستفيد هذه الجهة من نصف مليار درهم والتي سترتفع في السنوات المقبلة، لان الحكومة واعية بضرورة تمكين الجهة بالإمكانيات التنافسية حتى تجلب مزيد من الاستثمارات والمقاولات الت ستوفر مناصب الشغل. وابرز رئيس الحكومة ان هذا الحضور النوعي هنا للحكومة هو دليل على ان الحكومة عازمة على المضي في الانصات المباشر والتفاعل مع مطالب الجهة، داعيا الوزراء الى الإسراع في إنجاز المشاريع التنموية بالجهة والوقوف عن كثب على الأوراش المفتوحة حتى نقلص الفوارق المجالية بين مناطق المغرب. بعد ذلك، قدم والي جهة درعة تافيلات، عامل إقليم الراشيدية، محمد بنريباك، عرضا حول التشخيص التنموي الجهوي والتوجهات الكبرى بالجهة، متوقفا عند بعض الإجراءات التي من شأنها تعزيز تنافسية المنطقة وحل الصعوبات التي تعرفها في بعض القطاعات ذات الأولوية. وتأتي الزيارة التي يقوم بها العثماني إلى جهة درعة تافيلالت على رأس وفد هام تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بالوقوف عن كثب على الإشكاليات الرئيسية للتنمية على صعيد الجهة، وضمان تتبع منتظم للمشاريع والأوراش التنموية. وتدخل هذه الزيارة أيضا في إطار المرحلة الثانية من الجولة التي تقوم بها الحكومة في مختلف جهات المغرب.ويضم الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة ثمان وزراء، وستة كتاب دولة، ومجموعة من المسؤولين بالإدارة ومديرين بالمؤسسات العمومية.