بدأت بوادر "الانتفاضة" ضد هيمنة الثلاثي أحرضان والعنصر وحليمة العسالي على أوضاع حزب الحركة الشعبية، تتضح أكثر فأكثر خلال الآونة الأخيرة، كما عاينت ذلك "أندلس برس"، بعد اقتراب زمن العد العكسي للانتخابات التشريعية، بما يفرض بداية الحسم في لائحة الترشيحات والتزكيات. وهكذا، خرج ثمانية أعضاء منتخبين من الحزب عن صمتهم، مؤكدين في بلاغ توصلت "أندلس برس" بنسخة منه، أن هياكل الحزب في جهة بني ملال فعلا تم تشكيلها بشكل سري، ومؤكدين بذلك الكلام الذي قاله الوزير السابق حسن الماعوني، الذي صدم الرأي العام وقواعد الحزب، عندما وصف أسلوب تسيير الحزب بأنه "أسلوب ستالين". (كما جاء في تصريحات له خص بها أسبوعية المسار). ووقعت على البلاغ الأسماء التالية: المصطفى الصدوق، وعثمان مصطفى من جماعة فم أودي، وراضية شاكير ومحماد أبابا من جماعة تاكزيرت، والسملالي مولاي إبراهيم من جماعة زاوية الشيخ، والزرقطوني عبد الرحيم وهموشي محمد من بني ملال، بالإضافة إلى الصدوق محمد، ويؤكد المنتخبون الثمانية بأن انتداب المؤتمرين عن جهة بني ملال تم "في إطار مأدبة غذاء، استدعينا إليها، مع مجموعة من الإخوة بطريقة سرية وبدون حضور السيد حسن معوني"، وقد "حضر هذا الاجتماع 35 شخصا لانتخاب 43 مؤتمرا، الشيء الذي أوضح مدى انعدام الشفافية والديمقراطية، حيث الهدف منها إقصاء مجموعة من المناضلين الحركيين والغيورين الذين ينشدون التغيير والديمقراطية والشفافية في التسيير داخل الحزب". وما يغذي حسابات جبهة الرافضين، إدماج كل من حليمة العسالي (المقربة من امحند العنصر)، ومحمد أوزين (صهر حليمة العسالي)، في لجنة التزكيات، إضافة إلى تداول أخبار في الآونة الأخيرة، تتحدث عن ضغوط العسالي ب"طريقتها، على الأمين العام للحزب، حتى يكون يعين أوزين في الحكومة، برغم وفادته الحديثة على الحزب"، بما يزكي واقع الحزب السائد منذ عقود، وهو الانتصار لخيار الولاءات الشخصية والمحسوبية على حساب منطق الكفاءة والاستحقاق في منح التزكيات والترشيحات.