باتت عائلة دليلة الميموني، المواطنة المغربية التي توفيت، أخيرا، بأنفلونزا الخنازير في إسبانيا، تولي كل اهتمامها للمولود الجديد، ريان، الذي مازال تحت الرعاية الطبية في مستشفى بالعاصمة الإسبانية، مدريد، حيث ولد بعد 28 أسبوعا من الحمل، بواسطة عملية قيصرية. وأصبح الطفل ريان يشكل الأمل الوحيد للعائلة، و”مهدئا” لآلام الجدة عزيزة، والدة دليلة، التي سافرت إلى إسبانيا عندما دخلت ابنتها في غيبوبة، بعد نقلها إلى مستشفى “غريغوريو مارانيون” في مدريد. ومع مرور الوقت، واستيعاب الصدمة، بدأ أقارب دليلة يبحثون عن إيضاحات بشأن أسباب وفاة قريبتهم، التي تعتبر أول شخص يموت في إسبانيا، والرابع في دول الاتحاد الأوروبي، بالفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير . وتتساءل العائلة، التي تنفي إصابة دليلة بمرض الربو، على عكس ما جاء على لسان وزيرة الصحة والسياسة الاجتماعية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، كيف لم يستطع الأطباء تشخيص الفيروس، خلال نقل المصابة ثلاث مرات إلى قسم المستعجلات في الأيام الأخيرة. وتشرح حماة دليلة، التي كانت تعيش معها في مدريد، كيف أضاع الأطباء في قسم المستعجلات كثيرا من الوقت، “وتركوها حتى تدهورت حالتها الصحية، مع العلم أنها كانت حاملا”. وتنتظر العائلة نتائج التشريح الطبي، لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة دليلة، قبل ترحيل جثمانها إلى المغرب، قصد الدفن في مدينة المضيق الشمالية، مسقط رأسها. أما محمد (21 سنة)، زوج دليلة، فما زال يبكي فقدان رفيقة حياته، خاصة عندما يتحدث عن مسارها الرياضي، وكيف كانت تعشق ألعاب القوى، ومسافتها المفضلة 1500 متر، التي شاركت فيها في العديد من التظاهرات الدولية. ويفيد زوج دليلة أنه يجهل، لحد الآن، إن كان ابنه مصابا، هو أيضا، بفيروس أنفلونزا الخنازير أم لا، مضيفا أن آخر ما أوصت به زوجته الراحلة هو إعطاء ابنها اسم ريان، “لأنه اسم أحد أبواب الجنة”. ومن المفترض أن تكون العائلة تسلمت جثمان دليلة، صباح أمس الأربعاء، لتتولى تغسيله وفقا لتعاليم الإسلام، ثم يصلى عليه صلاة الجنازة في مسجد م -30 بالعاصمة مدريد، قبل ترحيله، اليوم الخميس، إلى المغرب، قصد الدفن. وأفادت عائلة دليلة أن سفارة المغرب في مدريد، والجالية المغربية، أعلنتا أنهما ستتكفلان بتكاليف الترحيل.