خجول جدا، وذو حساسية مرهفة، يسير بصمت وكأن الغربة علمته أن يكتشف وطنه الأصلي على مهل، ودون أن ينسى العشر سنوات في المهجر المليئة بالتجارب الموسيقية المغربية، والتعريف بها وبتلاوينها الايقاعية. التقينا الشاب ناصر صدفة، فحدثنا عن الغربة وموسيقاه فكان هذا الحوار. كيف كانت بدايتك الفنية؟ منذ الصغر كانت لي ميول نحو الموسيقى، وعند الاحتفال بعاشوراء، كانت تفتنني لعب الآلات الموسيقية، دخلت المعهد الموسيقي وكونت فرقة موسيقية مع شباب الحي، وكنا نغني أغاني الراي وخاصة الأغاني العاطفية ذات الاحساس المرهف ونختار أغاني الجزائري الشاب نصرو أحد المبدعين المفضلين لنا، بعدها سافرت إلى ألمانيا وكونت فرقة موسيقية (مجموعة الفرح)، وغنيت كل الأنواع الموسيقية (الشرقي)، الشعبي والراي. هل كنت تقدم الأغاني للجالية المغربية في المهجر فقط؟ بل للكل، العرب والأجانب إضافة الى الجالية المغربية، والتي اكتشفت بالصدفة أنها جالية كبيرة قادمة من الريف، تعشق موسيقي »الركادة«، فضبطت قواعد هذه الموسيقى التي كانت تخلق المتعة والفرح على غرار الموسيقى الشرقية. من هم الفنانون الذين تعاملت معهم؟ من بين الفنانين الذين تعاملت معهم، هناك الفنان المغربي »سلطان« وهو من مدينة طنجة، ويعد من أبرز الفنانين في المهجر، وقد غنى مع الفنان »جورج وسوف«، وقمنا بسهرات في هولندا وفرنسا وبلجيكا، وغنيت مع الفنان الجزائري »الزهواني« والمغربي »عبدالمولى« وشاركت في سهرات مع كل الفنانين المغاربة الذين قدموا من المغرب. هل كنت تعتمد على عازفين مغاربة أم أجانب؟ معي في الفرقة عازفون من كل الأجناس، مغاربة وألمان وأتراك، وهم ماهرون في الإيقاع، وتجد من بينهم من هو متزوج بمغربية، وكنا نغني الغربي بإيقاع مغربي، وكان الألمان يحبون موسيقى »الركادة« ويعتبرونها مثل موسيقى »الروك« عندهم فهم يعشقون الرقص المليء بالحركة. كيف هي وضعية الفنان في المهجر؟ الفنان المغربي في المهجر له قيمته، وتحس بأنك فنان بمعنى الكلمة، يتعاملون معك باحترام، ويعطونك كل واجباتك المتفق عليها. بماذا تفسر عودتك الى المغرب؟ بعد أن توفي والدي رحمه الله، لم أستطع أن أترك »أمي« وحيدة، إضافة إلى عشقي للمغرب رغم الظروف الصعبة والتي يعيشها الفن والفنان المغربي، ومع ذلك يبقى أملي في الأغنية المغربية التي تسير بخطى ثابتة ترقى إلى المستوى المنشود. ماهي المشاكل التي تعرقل مسيرة الفنان المغربي في نظرك؟ القرصنة، هي أكبر المشاكل التي يواجهها الفنان الآن، حتى الشركات لم تعد تسجل الاغاني، وأغلقت أبوابها بعد أن أفلست، ولا أظن أن القرصنة ستزول، لأن عائلات كثيرة تعيش منها، وأصبحت متغلغلة داخل المجتمع. كيف تنظر للأغنية المغربية الآن، بعد اكتساح الأغنية الشبابية سوق الغناء؟ الأغنية المغربية مازالت صامدة، وستبقى دائما محط احترام وتقدير، ولدينا أهرام كبيرة في المغرب، يجب أن نعتز بهم، أما الأغنية الشبابية فأعتبرها مثل موجة سرعان ما ستندثر، وقد أعطاها الإعلام أكثر مما تستحق. لكن الأغنية الكلاسيكية ستبقى خالدة وستعود إلى الواجهة، أنظر الى الخليجيين والعالم العربي بدأوا يقلدون الأغاني المغربية وبلهجتنا القحة. ما الجديد عند الشاب ناصر؟ هناك الأن مشروع ألبوم غنائي مع الفنان المغربي »الستاتي«، سنقوم بإخراجه للوجود في القريب العاجل، وأتمنى أن تنجح هذه التجربة، إضافة إلى مجموعة من السهرات في المغرب وخارجه.