بدأت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب بإرسال مجموعة من الأئمة والفقهاء الى الدول الأوروبية لتأطير الجالية المغربية خلال شهر رمضان الكريم، غير أن الوزارة تواجه هذه السنة منافسة شديدة من جمعيات وتنظيمات إسلامية مثل ‘العدل والإحسان' ومن دول أوروبية ترفض هذا التقليد المغربي. وأوردت جريدة ‘أخبار اليوم' في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن وزارة الأوقاف فضلت هذه السنة عدم إرسال أعضاء المجالس العلمية الدينية في مختلف الأقاليم والمدن المغربية لأن المغرب بدوره محتاج الى هذه الأطر الدينية، وعليه فتحت باب الترشح والاختيار لمن توفرت فيهم الشروط دون عضوية المجالس العلمية. ودأبت الحكومة المغربية منذ مدة على إرسال بعثات دينية خلال شهر رمضان لتأطير الجالية، وكثفت من هذا التقليد خلال الثلاث سنوات الأخيرة في محاولة تطبيق ما يصطلح عليه ‘الأمن الروحي للمهاجرين'. وتتجلى هذه الاستراتيجية في إبعاد المهاجرين عن التيارات الدينية الأخرى مثل الوهابية والشيعية. وكان الملك محمد السادس قد أسس خلال الشهور الماضية ‘المجلس العلمي الديني للجالية المغربية' ويتولى الشؤون الدينية للمهاجرين، إلا أن حضوره يبقى ضعيفاً للغاية حتى الآن إن لم يكن منعدما. ورغم تكثيف عملها ونشاطها في أوروبا، تجد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية صعوبة جمة لأسباب متعددة، أبرزها أن جزءاً من الجالية المغربية وإن كان محدوداً بدأ يتحول الى المذهب الشيعي وخاصة في دولة بلجيكا حيث تتوفر هذه الجالية على مساجد خاصة بها وممنوعة على أطر الدولة المغربية. وفي الوقت ذاته، فعدد من مساجد أوروبا وخاصة في اسبانيا وإيطاليا توجد تحت سيطرة تنظيمات إسلامية ليست على علاقة ود مع النظام المغربي وخاصة جماعة العدل والإحسان. فهذه الأخيرة أقدمت مؤخرا على تأسيس ‘رابطة الأئمة المسلمين في اسبانيا' لتتولى الإشراف على الشؤون الدينية. ومن ضمن مظاهر انفلات الشأن الديني من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن معظم الجالية سيصوم رمضان تماشيا مع المجلس الأوروبي للإفتاء وليس مع ظهوره خلال رمضان في المغرب. كما أن الدولة المغربية لا تمتلك مراكز ثقافية ودينية وأغلب ما يوجد في دول الاتحاد الأوروبي هو مُلك للعربية السعودية حيث يسود الفكر الوهابي بامتياز. وفي الاتجاه نفسه، فإمكانيات المغرب محدودة للغاية، فخلال السنة الماضية أرسلت 176 واعظا دينيا وخلال السنة الجارية حوالي مئتين، وهذا الرقم غير كاف ٍ للتأطير الديني لأكثر من ثلاثة ملايين مغربي في دول الاتحاد الأوروبي. ومن جهة أخرى، فبعض الدول الأوروبية مثل هولنداوبلجيكاواسبانيا ترى بعين القلق هذه البعثات الدينية لأنها تراهن على ما يسمى ‘الإسلام الأوروبي' بعيدا عن تدخل الدول الإسلامية والعربية مثل المغرب والعربية السعودية.