بعدما أعلنت الحكومة المغربية أمس، تعليق التواصل التام مع السفارة الألمانية في الرباط، لعدة أسباب لعل أبرزها شبهة التجسس، وموقف برلين من الاعتراف الأمريكي من قضية الصحراء، قفز ملف التعاون الأمني بين البلدين إلى دائرة الضوء حيث يتذكر الجميع، كيف أنقذ المغرب ألمانيا من عملية إرهابية خطيرة في مدينة شتوتغارت (جنوب) في 2018. وكشف موقع "شبيغل أونلاين"، آنذاك أن "عناصرا من المخابرات المغربية قامت بزيارة إلى ألمانيا في 3 دجنبر 2018، لمساعدة الأجهزة الاستخباراتية الألمانية في تحقيقاتها بخصوص أربعة أشخاص يشتبه في أنهم خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا". ووفقا المصدر نفسه، فتح مكتب المدعي العام في شتوتغارت تحقيقيًا أوليًا ضد أربعة أشخاص يُشتبه في أنهم خططوا لتنفيذ هجوم ارهابي مهدد لأمن ألمانيا. وفي سياق متصل كانت الاستخبارات المغربية قدمت للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية بألمانيا (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، معلومات مفصلة عن التونسي انيس العمري الذي نفذ عملية دهس قاتلة في برلين في 2016. وكشفت تقارير إعلامية ان المخابرات المغربية علمت صدفة عام 2016 بشأن التونسي أنيس العمري، الذي نفذ لاحقا هجوم الدهس في برلين، وذلك بسبب صلاته بإسلاميين متطرفين منحدرين من المغرب في ألمانيا. لكن السلطات الألمانية لم تأخذ هذه المعطيات على محمل الجد. وقام العمري في ديسمبر 2016، بتنفيذ هجوم دهس في أحد أسواق عيد الميلاد وسط العاصمة الألمانية برلين، وأسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 70 آخرين. وتبين لاحقا قيمة المعلومات المغربية عندما كشفت اللجنة البرلمانية الألمانية المختصة بالتحقيق في هجوم الدهس، أن الاستخبارات الداخلية للبلاد لم تقم بالتحري عن المعلومات المقدمة من الجانب المغربي سوى لدى نظيرتها الأمريكية، التي لم تقدم ردا إلا عقب وقوع الهجوم. حادثة العمري غيرت من تعامل ألمانيا، مع المعطيات الامنية المغربية، الأمر الذي جنبها هجوم شتوتغارت في ديسمبر 2018 بعدسنتين على واقعة الدهس في برلين. (الأيام 24)