استبعد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الاثنين، خلال عرضه التطورات الدبلوماسية لقضية الصحراء أمام مجلس النواب، إمكانية تراجع الإدارة الأمريكية المقبلة التي سيترأسها الديمقراطي جو بايدن، عن القرار الموقع من طرف الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري، كما اعتبر أن التراجع عن هذا القرار من طرف الكونغرس يبقى بدوره "صعبا جدا". وأوضح العثماني أن العديد من المقالات نُشرت في الصحف الأمريكية بخصوص إمكانية تراجع الإدارة القادمة عن قرار ترامب، لكن فريق بايدن لم يتحدث نهائيا عن ذلك على خلاف قرارات اتخذت بشأن قضايا أخرى أعلن الفريق نيته التراجع عنها، مثل تلك التي لديها علاقة بالمناخ أو بدول أخرى، وأضاف أن التنزيل العملي لهذا القرار بدأ بالفعل حيث إن جميع السفارات والقنصليات والوزارات الأمريكية مُدت بالخرائط الجديدة التي تُظهر أن الصحراء جزء من التراب المغربي. وعلى المستوى التشريعي، أورد رئيس الحكومة المغربية أن التوجه العام لقرار ترامب الصادر بتاريخ 10 دجنبر 2020، ورد في التقرير التفسيري المرافق لميزانية وزارة الخارجية الأمريكية الصادر عن الكونغريس سنتي 2018 و2019 تواليا، ثم أتى الإعلان الرئاسي ليُكسب هذا التوجه قوة تنفيذية مُلزمة، ما يجعل التراجع عنه عن طريق قانون صادر من لدن الكونغرس "أمرا صعبا جدا". وشدد العثماني على أن قرار الرئيس ترامب نُشر في السجل الفيدرالي الأمريكي، ما يجعله وثيقة رسمية معتمدة، كما تم تسجيله لدى الأممالمتحدة، بالإضافة إلى أن الاستثمارات الأمريكية بدأت تتجه نحو الأقاليم الجنوبية بعدما كان هذا الأمر غير ممكن سابقا كون الولاياتالمتحدة لم تكن تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء. وأوضح المتحدث نفسه أن قوة القرار تنبع من كون الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة عظمى وعضوا دائما في مجلس الأمن و"حاملة القلم" في صياغة قرارات المجلس حول الصحراء، مبرزا أن ما تلا خطوة ترامب يؤكد أن الأمر صار محسوما، وخاصة بدء العمل في النشاط القنصلي في الصحراء عبر موقع افتراضي، سيتلوه قريبا إنشاء قنصلية فعلية في الداخلة تعمل بطاقتها الكاملة. وخلص العثماني إلى أن المغرب "طوى سجل سنوات صعبة في ما يتعلق بالموقف الأمريكي من قضية الصحراء"، مشددا على أن الأيام القليلة الأخيرة بينت أن "الادعاء بكون الإعلان رمزي لا أثر فعلي له ليس سوى ادعاء زائف"، وأوضح أنه يتم الترويج لهذه الأقاويل عبر "حملات تضليلية جزءٌ كبير منها مدفوع الأجر، وعن طريق الضغط عبر لوبيات ومجموعات مصالح لدفع الإدارة الأمريكية المقبلة للعدول عن هذا الخطوة"، معلقا "كل هذا لن يفلح، لأن القرار لم يأتِ من فراغ بل بفعل تراكم دبلوماسي استمر لسنوات". وتوقع العثماني أن تسير دول أخرى على نهج الولاياتالمتحدةالأمريكية مستقبلا بإعلان اعترافها بالسيادة المغربية على كامل تراب منطقة الصحراء، سواء كان ذلك على المستويين الدبلوماسي والسياسي أو على المستوى الاقتصادي.