تتواصل تصريحات ما يسمون بقادة الجبهة الانفصالية البوليساريو، عبر وسائل الإعلام الجزائرية والموريتانية، حيث ظهر أحدهم اليوم الاثنين 16 نونبر 2020 من العاصمة الجزائر، يتحدث عما سماها "بشروط الجبهة لوقف الحرب والتهدئة". الغريب في الواقعة ليس تصريح المسؤول المنتمي للجبهة، فقد اعتاد المنتظم الدولي قبل شعوب المنطقة على كذب الانفصاليين، وإنما ظهوره بالعاصمة الجزائر، بعد تصريحات سابقة له يوم الجمعة الماضي من المخيمات، حيث كان يتحدث "عن الحرب والوعيد والكفاح المسلح واستعداد الميليشيات لحرب استنزاف طويلة الأمد"، إذ اختار المسؤول العسكري في عصابة البوليساريو، اللجوء للجزائر عوض الالتحاق بالميادين المشتعلة التي أوردها في تصريحاته. وارتفعت وتيرة التصريحات الإعلامية لقادة البوليساريو خلال 24 ساعة الأخيرة، حيث يتحدثون عن هجومات ومعارك داخل مدن الأقاليم الجنوبية، وكذا منطقتي المحبس والفارسية، لكن المعطيات الرسمية القادمة من الجبهات، تفيذ بأن معنويات الجيش المغربي عالية، وتترقب أي تحرك للميليشيات على طول الجدار العازل، إذ يكتفي الانفصاليون بين الفينة والأخرى، بإطلاق النار برشاشات من عيار 14.5 ملم، وقذائف الهاون، في تكرار لسيناريو حرب العصابات إبان العقود الماضية، لكن الجدار العازل وخبرة القوات المسلحة، أفشلت استفزازات وخطط الانفصاليين. وفي مقابل تصريحات الجبهة الانفصالية واستفزازاتها، تواصل الدبلوماسية المغربية العمل بكل أريحية، حيث أعلنت العديد من الدول العربية والإسلامية والإفريقية عن دعمها الكامل لخطوة المغرب بتأمين حركة حدوده الجنوبية وربط المملكة بعمقها الإفريقي.