في الوقت التي تم تداول العديد من المعطيات حول سحب المغرب لجميع ديبلوماسييه في الإمارات، وسحب الأخيرة للقائم بأعمالها في العاصمة المغربية، لوجود “خلاف حاد” بين الرباطوأبوظبي، أكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة من الجانب الإماراتي والمغربي ل”الصحيفة” أن ما يتم تداوله إعلاميا “غير دقيق”. المعطيات التي حصلت عليها “الصحيفة” أشارت إلى أن العلاقات بين الرباطوأبوظبي في “أحسن أحوالها”، بعد اللقاء غير الرسمي الذي جرى شهر يناير الماضي بين الملك محمد السادس وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، عندما عرج الأخير على المغرب في زيارة مفاجئة أعقبت مشاركته في مؤتمر برلين حول الأوضاع في ليبيا، وهو اللقاء الذي مَثل”خطوة كبيرة” لإنهاء “الخصام” بين البلدين. نفس المصادر أكدت أن هذا اللقاء، أفرز العديد من الخطوات لإعادة “إحياء” العلاقة “المتينة” بين الرباطوأبوظبي، و”تنقيح” أجوائها، مما أفرز تغييرا كبيرا في المسؤولين عن القنوات الديبلوماسية التي لم تكن فعّالة أثناء وجود “أزمة” و”سوء فهم” بين البلدين، حسب وصف مصادر “الصحيفة” في الرباط، وأبوظبي. وعليه، تضيف نفس المصادر اتفق الطرفان على تغيير شامل للديبلوماسيين المعتمدين في كلا البلدين، حيث تم، الأسبوع الماضي، استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الإماراتية، في الرباط، سعيد الكتبي، على عجل إلى أبوظبي، وإعلامه بتوقيف منصبه في وزارة الخارجية الإماراتية بشكل كُلي، وهو الذي كان يقوم بأعمال السفير الإماراتي، علي سالم الكعبي، الذي استدعي، شهر أبريل، من السنة الماضية، دون تعويضه. وكان سعيد الكتبي مرشحا لتولي منصب السفير الإماراتي في الرباط، غير أن “الأخطاء” التي ارتكبها، والتي “أساءت” لعلاقة الرباط وأبو ظبي، جعلت إعفاءه من منصبه أمرا مستعجلا، حيث تم إبلاغه بأمر إعفائه في أبوظبي قبل عودته إلى المغرب بدون مسؤولية، وهو متواجد اليوم في الرباط، بدون مهمة ديبلوماسية. كما تم تنقيح السفارة من بعض الموظفين الذي أضروا بالعلاقة بين الإمارات والمغرب، من بينهم المسؤول الإعلامي في السفارة الإماراتية في الرباط، الذي بقي في منصبه لأزيد من عقدين، وكان قناة تواصل “سيئة” بين البلدين، حسب مصادر إماراتية”. في المقابل، عيّنت وزارة الخارجية الإماراتية، خليفة الطنيجي، قائما بالأعمال بالإنابة، بِسفارة الرباط، في انتظار تعيين سفير إماراتي، رسميا، خلال القادم من الأيام، بعد أن وضع اسمه على طاولة وزارة الخارجية المغربية. هذا، في الوقت الذي علمت “الصحيفة” أن وزارة الخارجية المغربية، تعمل هي الأخرى، على تغيير شامل لديبلوماسييها في أبو ظبي، من بينهم السفير، محمد آيت وعلي، الذي عمّر لسنوات طويلة في سفارة المغرب في الإمارات، وكان حلقة “ضعيفة” خلال السنوات الماضية، أثناء “سوء الفهم” الذي كان يَطفو على علاقة الرباط وأبو ظبي. في السياق ذاته، أشارت مصادر ديبلوماسية مغربية أن “استدعاء” السفير في أي دولة لها علاقات مع المغرب يتم عبر القنوات الديبلوماسية الرسمية، ببلاغ رسمي من وزارة الشؤن الخارجية المغربية. وقالت مصادر “الصحيفة” إن المرحلة “الأعقد” من العلاقات بين المغرب والإمارات، والتي كان سببها المباشر الموقف المتباين للبلدين من دولة قطر ثم الصراع العسكري الدائر في ليبيا بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وقوات المشير خليفة حفتر، “قد مرت”، وأن الفترة القادمة ستشهد القيام بخطوة أخرى لتأكيد “المصالحة”، ودعم العلاقة بين البلدين.