استبقت جبهة "البويساريو" الانفصالية وصول المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، بمهاجمة مجلس الأمن، ومواقفه من النزاع المفتعل. وكتب سيدي محمد عمار، ممثل الجبهة الانفصالية في نيويورك، مقالا يهاجم فيه مجلس الأمن، ويتهمه فيه بالتقاعس، ويحمله مسؤولية تعثر المسار الأممي للتسوية بالخضوع لما وصفه بتأثير بعض أعضائه الفاعلين. وحمل مسؤول جبهة الانفصال وفق "اليوم 24″، في مقاله بلغة تهديد لمجلس الأمن، بتحميله مسؤولية "العواقب الوخيمة المترتبة على سياسة ترك الأمور على حالها"، معبرا عن رفض الجبهة ل"الحفاظ على الوضع الراهن وترك الطرفين يحلان النزاع بمفردهما على أساس علاقات القوة بينهما على الأرض". وبعد ثلاثة أشهر من تسميته مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، بدأ الدبلوماسي السويسري الإيطالي ستيفان دي ميستورا، يعد لأول زيارة له للمنطقة، للانطلاق فعليا في تنزيل المساعي الأممية لتحقيق تقدم في النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية. دي ميستورا الذي يسعى إلى وضع قدميه في المنطقة لأول مرة وهو يتقلد المنصب الجديد، من المنتظر أن يجد أمامه واقعا إقليميا مختلفا بشكل جذري على ما تركه المبعوث الأممي السابق للمنطقة هورست كولر، في ظل توترات إقليمية تقودها الجزائر، وإعلان أحادي من الجبهة الانفصالية عن العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب بالإعلان عن تحللها من اتفاق وقف إطلاق النار قبل سنة. وقبل هذه الزيارة المرتقبة، سبق لدي ميستورا أن التقى بدبلوماسيين إماراتيين في الأممالمتحدة، كما اجتمع مع ممثل "البوليساريو" في نيويورك، وأجرى لقاء مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في العاصمة الفرنسية باريس. والموقف المغربي من دي ميستورا بدأ بالترحيب بتعيينه في هذا المنصب، لكنه طبع بالتوجس، وهو ما سبق أن عبر عنه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بوضوح قبل أشهر قليلة، وقال إن "المغرب أخذ وقته حول دي ميستورا، وكانت له تساؤلات، واليوم يقول إنه سيتعامل معه في إطار محددات القرار الأممي الأخير، والشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن". ووجه بوريطة رسالة واضحة إلى المسؤول الأممي الجديد، مفادها أن قضية الصحراء "ليست قضية للتساهل بالنسبة إلى المغرب، وليست مجالا للترضيات"، محذرا من أي تجاوز بالقول: "نحرص على أن لا يتجاوز أحد الخطوط الحمراء".