ماتزال قضية اعتقال الشرطي ابن مدينة فاس، هشام الملولي الذي اشتهر لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي ب"بروسلي المغرب"، بسبب مشاركته إياهم "فيديوهات" استعراضاته الرياضية بزي الشرطة في رياضة "الكراطي"و "التيكواندو" و"الفول- كونتاكت" و"الكونغ- فو"، في ال5 من أكتوبر الماضي بناء على شكاية لفتاتين، تثير المزيد من التطورات والتفاعلات المثيرة، مع اقتراب مثوله في الرابع من دجنبر المقبل، أمام قاضي التحقيق بغرفة الجنايات بالرباط في أول جلسة للتحقيق التفصيلي معه حول التهم الجنائية الثقيلة المنسوبة إليه. وفي هذا السياق، اختار المحبون والمعجبون بالشرطي الشاب المعتقل، في خطوة تسبق جلسة التحقيق التفصيلي التي ستحسم في مصيره، بإطلاقهم "هاشتاغ" على الصفحة الرسمية للشرطي الموقوف، حمل عنوان "كلنا الملولي.. جميعا من أجل براءته وحريته"، حيث دافع أصحاب "الهاشتاغ" على براءة ابن مدينة فاس من التهم المنسوبة إليه، كما أشادوا بخصاله وبما قام به كما يقولون، ضمن تدخلاته بالفرق الأمنية التي اشتغل بها بفاس، وغيرها من المدن المغربية لتجفيف ينابيع الجريمة بمختلف أشكالها. من جانبه كشف صديق الشرطي المعتقل، وهو البطل المغربي في رياضة "الباركور"، ابن مدينة الفقيه بن صالح المهدي موساعيد، الذي يلقب هو الآخر "بالفتى العنكبوتي"، في "تدوينة" على صفحته الرسمية على "الفايسبوك"، أن الشرطي القابع بسجن سلا منذ السادس من أكتوبر الماضي، في إطار الاعتقال الاحتياطي، فكر في الانتحار داخل السجن، بسبب سوء حالته النفسية، بعد أن فقد وظيفته في عز شبابه، ووجد نفسه وراء القضبان بتهم جنائية ثقيلة ينكرها"، بحسب ما أعلن عنه المهدي موساعيد صديق الشرطي الذي كان يتدرب معه في مختلف أنواع فنون الرياضة القتالية. من جهته، أفاد مصدر قريب من التحقيق، بأن الشرطي المعتقل، الذي يواجه تهما جنائية وجنحية تهم "الاختطاف والاحتجاز والتهديد بالاغتصاب" و"الإيذاء العمدي والضرب والجرح"، تنتظره في جلسة الرابع من دجنبر المقبل، نتائج الخبرة التقنية على هاتفه المحمول، الذي حجزته عناصر الفرقة الوطنية بأمر من النيابة العامة لأجل البحث، حيث أحيل الهاتف على المختبر المركزي لتحليل الآثار الرقمية التابع للشرطة بالرباط، لأجل إخضاعه للخبرة التقنية، واستخراج ما بمخزون ذاكرته من أدلة لها علاقة بالتهم المنسوبة للشرطي المعتقل، الذي تنتظره أيضا مواجهة حامية مع فتاة المحمدية التي تنحدر من مدينة فاس، كانت تربطها به علاقة غرامية، وكانا قد اتفقا على الزواج، قبل أن ينشب خصام بينهما بسبب تراجع عشيقها عن خطبتها من عائلتها، تقول الفتاة في روايتها، مما دفعها إلى إنهاء علاقتها به، قبل أن يفاجئها، نهاية الصيف الماضي، بالاعتداء عليها بأحد شوارع مدينة المحمدية، كما جاء في تصريحات فتاة المحمدية. أما المواجهة الثانية للشرطي المتهم، فستكون مع المشتكية الثانية، وهي عارضة أزياء من مدينة مراكش، تقدمت بشكاية ضد الشرطي، عقب خروج قصة ابنة المحمدية إلى العلن عبر إحدى المواقع الإلكترونية المحلية، حين كشفت المشتكية الثانية أن الشرطي الذي تعرف عليها عبر "الفايسبوك"، حاول استدراجها إلى علاقة غير شرعية لكنها رفضت، حيث ظل يتعقبها إلى أن اعترض طريقها في إحدى شوارع مراكش، وتحرش بها جنسيا، ولما عاتبته بشدة على فعلته، ترجل من سيارته، وحاول الاعتداء عليها وهددها بالاغتصاب، بحسب ما أوردته مصادر الجريدة القريبة من الموضوع. رد الشرطي المعتقل على الاتهامات الموجهة إليه من الفتاتين، استنادا إلى المعلومات التي استقتها الجريدة من مقربين منه، أنكرها جملة وتفصيلا في جميع مراحل الاستماع إليه واستنطاقه من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي اعتقلته بمدينة الرباط، وكذا خلال تقديمه أمام الوكيل بالمدينة نفسها، حيث نفى للمحققين تعريض فتاة المحمدية للعنف والاحتجاز والاغتصاب، مشددا على أنه كان على معرفة سابقة بها، وأنه أنهى علاقته بها منذ مدة، قبل أن تفاجئه بهذا الاتهام بغرض الانتقام منه، حيث طلب مواجهتها لإثبات براءته في غياب الأدلة، وهو ما استجاب له قاضي التحقيق، الذي ينتظر أن يستمع تفصيليا للشرطي، وبعده للفتاتين المشتكيتين، قبل مواجهة الأطراف فيما بينهم، للحسم في التهم المنسوبة إلى الشرطي وادعاءات فتاة المحمدية والشابة الثانية المنحدرة من مراكش. يذكر أن اعتقال الشرطي "هشام الملولي"، الذي شارك أمام أعين كبار مسؤولي الأمن، في أكثر من استعراض بالمعهد الملكي للشرطة، الخاص بتدخلات عناصر الأمن ضد المجرمين والعصابات، بداية أكتوبر الماضي، جاء بعد مرور ثلاثة أشهر عن قرار توقيفه من العمل بأمر من المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، عقب عدم امتثال الشاب لتحذيرات المديرية بخصوص منعه من نشر "فديوهات" عبر صفحته الرسمية "بالفايسبوك"، لتدخلاته الأمنية خلال أدائه لواجبه المهني، معية عناصر فرق التدخل ضد المجرمين والعصابات.