جدل جديد يبرز داخل حزب الأصالة والمعاصرة قبيل عقده لمجلسه الوطني يوم الأحد، حول من سيقود الحزب ابتداء من الأسبوع المقبل. الحبيب بلكوش، الأمين العام بالإنابة، تسقط أهليته لتسيير الحزب بعد المجلس الوطني وفقا لما ذكر قياديون في "البام" لموقع "اليوم 24″، ما يطرح مشكلة بالنسبة للطريقة التي سيسير بها الحزب بعد المجلس الوطني. عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي، قال "إن التفويض الذي حصل عليه بلكوش يسقط بشكل تلقائي يوم المجلس الوطني، لأن الإنابة التي حصل عليها من لدن الأمين العام المستقيل إلياس العماري كانت في حدود تدبير الحزب حتى المجلس الوطني". ويضيف: "بمجرد أن يخبر أعضاء المجلس الوطني باستقالة الأمين العام، تصبح الإنابة التي لدى بلكوش في حكم العدم، لأن صاحب التفويض الأصلي -أي إلياس العماري- سيصبح أيضا في حكم العدم، ويتعين العثور على صيغة تنظيمية مناسبة لتدبير الحزب مؤقتا حتى تنصيب أمين عام جديد". وحصل بلكوش على تفويض الإنابة من لدن إلياس في اليوم نفسه الذي قدم فيه استقالته من منصبه، على أساس أن يسير الحزب حتى عقد المجلس الوطني. ويبدو أن هذا التقدير لم يكن في حسبان الكثير من أعضاء المجلس الوطني الذين كانوا يعولون في أسوإ الاحتمالات على أن يستمر بلكوش في مهام الإنابة المنوطة إليه بشكل مؤقت حتى ينتخب أمينا عاما جديدا. لكن المناقشات الدائرة بين قياديي الحزب تكشف وجود توجه مغاير. مصدر في الحزب قال ل"اليوم24″، إن سنياريوهات خلافة العماري "غير واضحة"، لكن التفكير "كان قائما"، بحسبه، في صلاحية بلكوش في الاستمرار في مهامه لمدة أطول يحددها المجلس الوطني. بيد أن المعلومات التي حصل عليها "اليوم24″، تشير إلى أن المكتب السياسي سيطرح في أعمال المجلس الوطني صيغة عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني في فترة قريبة، بدلا عن الإبقاء على أشغال دورة الأحد مفتوحة. "ستكون مهلة للتحضير للمجلس الوطني الاستثنائي حيث سينتخب أمين عام جديد، وقد لا تتجاوز الفترة الفاصلة بينه وبين مجلس الأحد شهرا"، وفقا لما ذكر قيادي في الحزب، مشيرا إلى أن الحزب يمكن تدبيره في هذه الفترة بواسطة رئاسة المجلس الوطني نفسها التي ستتكلف بتلقي طلبات الترشيح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. ويجري التفكير في هذه الصيغة بمعزل عن المخاوف الرائجة بشأن وجود خطة لترتيب عودة محتملة للعماري نفسه إلى منصبه الذي غادره في شهر غشت الماضي. ورغم ذلك، فإن بعض المحسوبين على إلياس قاموا مؤخرا، بمحاولات لإقناع مصطفى الباكوري لتولي المنصب خلفا للأمين العام المستقيل، لكنه رفض ذلك بشدة. وهبي أيضا الذي راجت أنباء عن تخطيطه للترشح لهذا المنصب، يؤكد الآن، عدم وجود أي نية لديه في هذا السياق. ويقول ل"اليوم24": "لن أترشح بتاتا، سأدعم فقط المرشح المناسب لإحداث التوافق المطلوب في المرحلة الجديدة". هذا المرشح الذي لا يظهر له أثر في الوقت الحالي، قد يكون الشيخ بيد الله نفسه، الأمين العام الأسبق للحزب. وبحسب مصادر "اليوم24″، فإن المجموعة غير الموالية للعماري في المكتب السياسي تحاول إقناع بيد الله لتولي هذا المنصب خلفا للعماري، ويقول عضو بالمكتب السياسي: "إنه مرشح جيد.. سيتحقق من حوله الالتفاف المطلوب، وسيؤدي ترشيحه إلى انحسار المطالب الرائجة الآن بعودة إلياس".