الجهاديون المغاربة الذين نفذوا اعتداء برشلونة في 17 غشت الماضي يعجلون بعقد قمة أمنية أوروبية ذات طابع دولي على مشارف الحدود البحرية للمملكة، بالضبط بمدينة أشبيلية الإسبانية، يوم الاثنين المقبل، من أجل التفاوض حول اتخاذ إجراءات دولية جديدة لمكافحة إرهاب الجماعات الجهادية وضغط اللاجئين وما يطرحانه من تحدي أمني. ووجد الأوروبيون وجدوا نفسهم مطالبين بدعوة المغرب، باعتباره، أيضا، معني رئيس بتهديدات الجهاديين الأوروبيين من أصول مغربية، بحسب ما أوردته تقرير لصحيفة "آ ب س" الإسبانية، نقلا عن مصادرها الخاصة. المصدر ذاته أوضح أن قيمة مجموعة (G6) التي تضم كل ألمانياوفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وبولونيا ستعقد يوم الاثنين بفندق "أوروستار" بإشبيلية، حيث من المنتظر أن يحضرها وزراء داخلية هذه الدول. وأضاف أنه "علاوة على أعضاء القمة، استدعت إسبانيا بلدان أخرى بصفة مراقبين، نظرا لأهمية الموعد"، مبرزا أن "الأمر يتعلق بممثلين من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية، والمغرب". حضور الرباط القمة له أهمية ورمزية كبيرتين، نظرا إلى الإستراتيجية الأمنية الناجعة التي يتبعها في محاربة الإرهاب والتطرف، إلى جانب أن أغلب المنفذين للاعتداء الإرهابية في السنوات الأخيرة ينحدرون من المملكة، حسب مصادر إسبانية" آ ب س" كشفت أن استدعاء المغرب كمراقب لم يأتي من فراغ، بل نظرا ل"لأهميته الإستراتيجية في محاربة الإرهابي "الإسلامي" والهجرة غير الشرعية". وأضافت أن الاعتداءات الإرهابية التي نفذها 11 جهاديا مغربيا في 17 غشت الماضي في برشلونة دفع أعضاء القمة إلى نقلها من بولونيا، التي كان من المجمع أن تنظمها، إلى مدينة أشبيلية الإسبانية. مصادر أخرى، رجحت أن يكون حضور المغرب جاء بطلب من رئاسة الحكومة الإسبانية التي أصرت، كذلك، على عقد القمة في أشبيلية، نظرا إلى الجهود الكبيرة للمغرب في محاربة الإرهاب، لاسيما وأنه سيحتضن قمة أمنية بمدينة مراكش قبل نهاية السنة ستحرضها فرنسا وإسبانيا والبرتغال ومجموعة الساحل (م5) التي تضم كل من تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوركينافاصو ومالي والنيجر. المساوي العجلاوي، الخبير في قضايا الإرهاب، أوضح أن دعوة المغرب لحضور قمة أمنية ذات طابع دولي هو "اعتراف بدور المغرب في مواجهة الجماعات الجهادية"، كما أن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن "التنسيق بين المغرب والدول الأوروبية مسألة أساسية لمحاربة الإرهاب العابر للقارات". كما انه اعتراف بالتجربة والمقاربة المغربية المتعددة المداخل (الدينية والأمنية والاجتماعية) في محاربة التطراف". وعن أن كانت دعوة المغرب جاء بسبب تورط أبناء في عمليات جهادية بأوربا، أوضح العجلاوي قائلا": المغرب مسؤول بطريقة غير مباشرة، أي أن المغرب مسؤول لأنهم ينحدرون منهم، ولكنه لا يتحمل أي مسؤولية مباشرة، لانه ليس مسؤولا عن تطرفهم". المصادر ذاتها، أشارت إلى أن المغرب وأمريكا والدول الأوروبية المنظمة للقمة سيركزون في نقاشاتهم على البحث عن سبل تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية من أجل محاربة الإرهاب، وكذلك، رصد عملية التطرف من أجل توجيه ضربات استباقية للمجندين. حضور المغرب في القيمة الأمنية ج6 بأشبيلية يأتي بعد مشاركته في 3 يوليوز الماضي في قمة G4، التي في مدينة أشبيليا نفسها جمعت كل من وزراء الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت ونظيره الإسباني خوان إغناسيو ثويدو، والبرتغالية كونستانسا أوربانو دي سوزا، السفير الفرنسي بمدريد سان جيور، حيث أكد المجتمعون على ضرورة مواجهة تحدي الجهاديين العائدين إلى بلدانهم الأصلية وارتفاع تحركات الجماعات الجهادية التابعة لداعش والقاعدة في منطقة الساحل.