وجهت حركة التوحيد والإصلاح رسالة تعزية إلى جماعة الإخوان المسلمين المصرية، في وفاة مرشدها السابق مهدي عاكف بعد أن تدهورت حالته الصحية داخل السجن، حيث كان يقبع، منذ الإنقلاب العسكري في عام 2013. واعتبرت التوحيد والإصلاح، في رسالة وقعها، رئيسها عبد الرحيم الشيخي، أنه بوفاة عاكف "تكون الأمة الإسلامية قد فقدت واحدا من كبار رموز الدعوة الإسلامية"، مقدمة تعازيها لأسرته، وجماعة الإخوان المسلمين، وعموم الشعب المصري، واصفة ظروف الوفاة ب"المصاب الجلل". وكان مهدي عاكف قد توفي، مساء الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 89 سنة، في أحد مستشفيات القاهرة، بعد أن نقل إليه في وقت سابق بعد تدهور حالته الصحية في السجن. وضيقت السلطات المصرية على جنازة عاكف، بعد أن فرضت على عائلته دفنه ليلا مخافة احتشاد المشيعين، حيث لم يتجاوز عدد من صلوا عليه 7 أشخاص، فيما لم يتعد عدد من حضرو دفنه 4 أفراد من أسرته. كما منعت وزارة الأوقاف المصرية، أول أمس السبت، إقامة صلاة الغائب على عاكف في عدد من مساجد مصر، بعد أن أصدرت قرارا يمنعها على أي أحد دون تصريح، أو تعميم مسبق من رئيس القطاع الديني بالديوان العام للوزارة. يذكر أن مهدي عاكف قضى عشرين سنة في السجن في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأفرج عنه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1974، ثم حوكم في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وسجن في الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، وحوكم بالمؤبد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم الذي ألغته محكمة النقض، قبل أن تعاد محاكمته من جديد. وتولى عاكف، المزداد عام 1928، منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في يناير عام 2004، خلفا لمحمد المأمون الهضيبي، الذي توفي قبل أيام من انتخاب عاكف. وكان عاكف قد أختير لعضوية مكتب الإرشاد، التابع للجماعة، منذ عام 1987، قبل أن يقدم للمحاكمة العسكرية، عام 1996، بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات حتى عام 1999. وترك عاكف منصب مرشد الجماعة في عام 2010، وخلفه المرشد العام الحالي لجماعة الإخوان، محمد بديع، المحبوس في سجون نظام عبد الفتاح السيسي.