خلق ترشيح فيلم "رازيا" للمخرج المغربي نبيل عيوش، لجوائر الأوسكار، مؤخرا، ضجة كبيرة لدى المهتمين بالشأن السينمائي، حيث رصدوا أن الفيلم لا يتوفر على الشروط القانونية من أجل نيل ثقة لجنة الترشيح، فيما لم يوضح المركز السينمائي حقيقة الأمر، وهل هناك لبس ما حول أحقية الترشيح قانونيا. " باك صاحبي".. اتهامات بخرق المعايير القانونية اعتبر عديد النقاد السينمائيين أن ترشيح فيلم "رازيا" يخرق شروط أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، ومن بينهم الناقد والمنتج جمال الخنوسي، الذي صرح في اتصال هاتفي مع "اليوم 24" أن ترشيح فيلم "رازيا" لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي من طرف لجنة المركز السينمائي المغربي، خرق سافر للمعيار الذي تنص عليه أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بخصوص الخروج الرسمي التجاري في القاعات السينمائية الوطنية على الأقل 7 أيام، موضحا أن الفيلم لم يشاهده المتفرج المغربي. وأضاف الخنوسي : "أنا من الناس الذين يدعمون نبيل عيوش، لكن ما وقع يعتبر تحايل من طرف مدير المركز السينمائي المغربي، حيث عين أشخاص في اللجنة من محيط نبيل عيوش، موضحا أن الفيلم لا تتوفر فيه الشروط الأساسية اللازمة لترشيحه للأوسكار، وقد عرض لأول مرة في مهرجان تورونتو بكندا كعرض ما قبل الأول، ما يدين اللجنة فعلا. ورصد الخنوسي بعض العلاقات الشخصية بين عيوش وأعضاء اللجنة، من بيها علاقة رئيس اللجنة بينبين الذي تلعب ابنته دنيا دور البطولة في فيلم "عيوش"، إضافة لوجود شراكة بين الطرفين بخصوص المركب الثقافي نجوم سيدي مومن بالبيضاء. جمال الخنوسي أكد ل"اليوم24" أن اللجنة تدافع عن الفيلم بعرضه في قاعة سينمائية بمراكش، قبل أن يتضح أن صاحبة القاعة السينمائية التي عرض فيها الفيلم هي مونيا العيادي، وتتواجد من بين أعضاء لجنة الترشيحات إضافة للفنانة سامية أقريو، التي شاركت في أعمال من انتاج عيوش رفقة زكيا الطاهيري كذلك. وطالب الخنوسي بفتح تحقيق في ترشيح "رازيا" للأوسكار، موضحا أنه ليس ضد نبيل عيوش كمخرج أو فاعل في السينما المغربية، وإنما مع تطبيق القانون على الجميع. المعنيون ينهجون سياسة "التجاهل" ولتحقيق الموضوعية، حاول "اليوم24" ربط الاتصال بالمركز السينمائي المغربي، من أجل تقصي الحقيقة، ومعرفة ما إذا كان هناك شيئ غير بارز على السطح ، لكن مسؤولي التواصل طالبوا بإرسال طلب استفسار خطي لمدير المركز، سيخضع كالعادة للبيروقراطية من أجل الإجابة عنه. و نهجت الفنانة سامية أقريو، سياسة "تجاهل" الإجابة عن الهاتف مباشرة بعد انتشار خبر تواجدها في لجنة ترشيح فيلم عيوش للأوسكار، حيث أنها تتجاهل الاتصالات رغم إبلاغها برسالة نصية عن صفة المتصل، حيث ضل هاتفها يرن دون مجيب في أوقات مختلفة من يومه الثلاثاء. المخرج نبيل عيوش، الشخص الرئيسي الذي تشير له أصابع الاتهام في قضية ترشيح فيلمه ل"الأوسكار"، نهج نفس سياسة ساميا أقريو، وظل هاتف يرن عدة مرات دون إجابة. الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام تؤيد "الترشيح" والغرفة الوطنية تستنكر "الإقصاء" في تصريح من رئيسها قنديل المعطي، زكت الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ترشيح فيلم "رازيا" للأوسكار، رافضة أن يتم التشكيك في مهنية أعضاء اللجنة، خصوصا أن الأمر يتعلق بأضخم جوائز السينما في العالم، وليس مشاركة في مهرجان عادي، حيث عبر قنديل عن دعمه لعيوش لأنه مخرج مغربي يمثل المغرب في الأوسكار. وعن قانونية الترشيح، وجد رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، أن اللجنة تضم أشخاص مهنيين، ولا يمكنهم الوقوع في أغلاط مثل ما يروج. ومن جهة أخرى استنكرت الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، غياب أي عضو من الغرف أو الهيئات المهنية في لجنة الترشيح للأوسكار، حيث أصدرت بلاغا تطالب فيه بسياسة تشاركية كما هو منصوص عليه في قوانين القطاع، ومطالبة وزيرة الثقافة والاتصال بجراء تحقيق حول الأمر.