بثت قناة "بي بي سي" عربي وثائقيا بعنوان "أمراء آل سعود المخطوفون"، الذي كشفت فيه قصص ثلاثة أمراء، هم سلطان بن تركي، وتركي بن بندر، وسعود بن سيف النصر، الذين تمّ اختطافهم في الخارج، وترحيلهم إلى الرياض من دون علمهم. ويسرد الوثائقي، الذي تم إعداده على مدى سنة كاملة، كيف تمّ اختطاف الأمراء الثلاثة بسبب معارضتهم للأسرة الحاكمة، في إطار برنامج تديره الرياض لاختطاف المعارضين لسياساتها. وبحسب الوثائقي، فإن اختطاف الأمير سلطان بن تركي، الذي عرف بانتقاده علانية القيادة السعودية، تم المرة الأولى، في يونيو 2003، بعدما دعاه الأمير عبدالعزيز بن فهد إلى الإفطار في قصر والده في ضواحي جنيف السويسريّة بحضور الشيخ صالح آل شيخ. وحاول بن فهد إقناع بن تركي بالذهاب إلى السعوديّة، وعندها "ستُحلّ كل المشاكل"، وعندما رفض، غادر آل شيخ وبن فهد الغرفة، ليحضر بعدها ملثّمون، ويكبّلوا بن عبدالعزيز، ثم يغرزون إبرةً في عنقه، ليجد نفسه بعد أيام عندما استيقظ في مستشفى في الرياض، ثمّ تنقّل بين السجن، والإقامة الجبرية. وفي العام 2010، تدهورت صحّة سلطان بن تركي، فسُمح له بالذهاب إلى بوسطن الأمريكيّة للعلاج، وهناك تقدّم بشكوى جنائيّة في المحاكم السويسريّة ضد بن فهد، وبن صالح. بعدها، في يناير 2016، قرر سلطان بن تركي السفر من باريس، حيث كان يقيم في فندق خاص، إلى القاهرة، ليكتشف في نهاية الرحلة أنّ الطائرة هبطت في الرياض، وتمّ اختطافه للمرة الثانية، وكان معه مرافقون أوربيون وأمريكيون تم احتجازهم لثلاثة أيام ثم سُمح لهم بالمغادرة. ثاني الأمراء، الذين تعرض لهم الوثائقي كان الأمير تركي بن بندر آل سعود، الذي كان مسؤولاً في الأمن السعودي، ما سمح له بالاطّلاع على عدة وثائق، إذ كان مكلّفاً بفرض النظام بين أفراد الأسرة المالكة، ليُسجن لاحقاً بسبب نزاعٍ حول الإرث. وعند إطلاق سراحه، توجّه إلى باريس وبدأ بثّ مقاطع فيديو عام 2012 تدعو إلى إصلاحات في السعوديّة، فحاول السعوديّون إقناعه بالعودة إلى بلاده فرفض، وظلّ ينشر مقاطع الفيديو حتى شهر يوليوز 2015، ثم اختفى في وقت لاحق. وأشار الوثائقي إلى أنّ خبراً واحداً في الإعلام العالمي، يعود إلى صحيفة "الصباح" المغربيّة، يُشير إلى أنّه سجن في المغرب، ثمّ تم ترحيله إلى الرياض بناءً على طلب السلطات السعوديّة. كما يحكي الوثائقي قصّة اختطاف الأمير سعود بن سيف النصر، الذي بدأ في كتابة تغريدات تنتقد النظام الحاكم في السعودية، منذ عام 2014، حيث دعا إلى مقاضاة المسؤولين السعوديين، الذين أيدوا عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قبل أن يعلن في عام 2015 تأييده لإحدى الدعوات، التي أطلقت للإنقلاب على الملك سلمان بن عبد العزيز. كما تعرض البرنامج ذاته إلى شهادات قدمها الأمير خالد بن فرحان آل سعود، الذي حصل على اللجوء السياسي في ألمانيا، وهي الشهادات، التي يقول فيها إنه يخشى أن يلقى مصير سابقيه من الأمراء. وفي الختام، كشف الوثائقي المذكور أن جمعية تجارية روسية إيطالية طلبت من سعود بن سيف النصر أن يكون شريكًا تجاريًا لها عام 2015، وأقنعته بركوب طائرة خاصة إلى إيطاليا، لكنه اختفى عن الأنظار منذ ذلك الوقت، قبل أن يتبين أن الطائرة توجهت إلى الرياض بدل أن تحط في مطار ميلانو.