ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، حفل التوقيع على اتفاقيتين تتعلقان بمشروع أنبوب نقل الغاز نيجيريا-المغرب وبالتعاون المغربي- النيجيري في مجال الأسمدة. وفي مستهل هذا الحفل، ألقى وزير الشؤون الخارجية النيجيري جيوفري أونياما، كلمة أمام الملك مذكرا بالزيارة الأخيرة التي قام بها لأبوجا، والتي قرر خلالها القائدان المضي قدما في التعاون الذي يجمع البلدين ليشمل مجالات مختلفة. وأضاف أونياما أن التوقيع على هاتين الاتفاقيتين، بعد بضعة أشهر فقط من زيارة الملك لجمهورية نيجيريا، يشكل دليلا على نجاح الشراكة التي تجمع الرباط بأبوجا، وهو النجاح الذي يجد تفسيره في إرادة قائدي البلدين حيال تكثيف المشاريع الثنائية. بعد ذلك، قدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة الخطوط العريضة لمشروع أنبوب نقل الغاز الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، والذي يشكل تجسيدا للرؤية المشتركة التي يتقاسمها قائدا البلدين، الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بوهاري، من أجل تعاون مشترك مستدام، فاعل ومتضامن للقارة الإفريقية قائم على التعاون جنوب- جنوب. وأضاف بوريطة أن هذا المشروع الضخم، الذي سينجز من طرف الأفارقة ومن أجل الأفارقة، يشكل تجسيدا بليغا لدبلوماسية الفعل والقول، وتجليا آخر لرؤية جلالة الملك لإفريقيا متحكمة في مصيرها واثقة في مستقبلها. وقال الوزير أن أنبوب نقل الغاز نيجيريا- المغرب سيكون له وقع إيجابي مباشر على أزيد من 300 مليون نسمة، مسجلا أنه سيتيح تسريع مشاريع كهربة منطقة غرب إفريقيا برمتها، بما يؤسس لإحداث سوق إقليمي تنافسي للكهرباء. وأكد الوزير بعد تذكيره بأوجه التقدم المحرزة والخبرة التي تمت مراكمتها من طرف المملكة في مجال النقل، اللوجستيك والبنيات التحتية والطاقات المتجددة، أن أنبوب نقل الغاز نيجيريا- المغرب، الذي يشكل آلية فضلى لتحقيق الاندماج وأداة للتنمية الإقليمية، يعد مشروعا مستداما يأتي لتلبية الحاجة المتزايدة لأوروبا حيال تنويع مصادرها الطاقية. من جهته، استعرض مدير الشركة البترولية الوطنية النيجيرية السيد فاروق سعيد غاربا، الخطوط العريضة لمذكرة التفاهم المتعلقة بأنبوب الغاز، الموقعة اليوم بين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (المغرب) والشركة البترولية الوطنية النيجيرية (نيجيريا). وتناول غاربا مساطر حكامة مشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب، وتصميم دراسات الجدوى والهندسة، وكذا حقوق وواجبات مختلف أطراف هذه الشراكة رابح- رابح.