أنكرت أرملة النائب البرلماني القتيل، عبد اللطيف مرداس، أن تكون لديها أي صلة بالتخطيط أو التآمر مع المتهم الرئيسي هشام مشتراي في جريمة القتل التي نفذت ليلة 7 مارس في الدارالبيضاء. وبحسب ما تسرب من مضامين الاستنطاق الذي أجراه يوم الأربعاء الفائت، قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء مع الأرملة التي تتابع في القضية بمعية شخصين آخرين، فإن الأرملة تمسكت بنفي أي علم مسبق لها بالجريمة. وقالت مصادر الجريدة، إن المتهمة أجابت قاضي التحقيق بأنها "تعرفت على مشتراي عن طريق شقيقته التي تدعى نور العرش وتعمل كقارئة كف أو مشعوذة، ودخلت في علاقة غير شرعية معه، لكنها لم تنسق معه أو تطلب منه تصفية زوجها على الإطلاق". وأنكرت المتهمة حتى معرفتها بأن مشتراي هو من نفذ الجريمة بعد وقوعها، وقالت إنها التقته لاحقا لكن في سياق علاقة غرام فقط. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الأرملة التقت مشتراي في مدينة الجديدة بعد مراسيم العزاء، وكانت حينها في طريق عودتها من ابن أحمد حيث كانت تسعى إلى تسوية وضعية أملاك زوجها القتيل. وهي تشدد على أن مشتراي لم يخبرها بأي شيء يتعلق بدوره في عملية القتل، لكنه فقط كان يعبر عن مشاعر سعادته من خلو الأجواء من مرداس بالنسبة لعلاقتهما معا. وواجه قاضي التحقيق الأرملة بمكالمات مثل تلك التي أجرتها مع شقيقة المتهم عقب الحادث، لاسيما تلك التي تعكس فيها "مشاعر الحبور من طريقة تصفية زوجها"، لكنها لاذت بالصمت بعدما حاولت التنصل من إجراء تلك المكالمات. مشتراي، المتهم الرئيسي في القضية، واجه قاضي التحقيق يوم الخميس بصفة منفردة، لكنه لم يعترض على التهم الموجهة إليه، وقال مصدر إن مشتراي لاذ بالصمت في مواجهة أغلب الأسئلة، ولم يجب عن أي أسئلة من تلك التي وجهها إليه قاضي التحقيق. وبحسب المصدر ذاته، فإن مشتراي لم يورط أرملة مرداس في أي شيء خلال الجلسة الأولى لاستنطاقه، لكنه سئل عن مصدر الأموال التي استعملت لتمويل الجريمة وتهريب الشركاء، لأن الشرطة بنت القضية على أن أرملة مرداس مولت كافة التكاليف المرتبطة بالعملية. ويحاول المتهمون تفادي بعض التهم التي وجهت إليهم، كتكوين عصابة إجرامية لتخفيف الحكم الذي قد يصدر ضدهم. ولذلك فإن الأرملة تنكر وجود علم مسبق بنية المتهم الرئيسي، كي تواجه تهما صغيرة كعدم التبليغ والفساد. ويرتقب أن يعود المتهمون إلى جلسة ثانية للتحقيق بالمحكمة هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يقوم قاضي التحقيق المكلف بمواجهة المتهمين مع بعضهم البعض. إلى ذلك، من المفترض أن تكون الشرطة قد أحالت مساء أمس أو على أبعد تقدير هذا اليوم، المشتبه فيه الرابع في جريمة قتل مرداس، ويتعلق الأمر بابن شقيقة المتهم الرئيسي الذي كان فارا في تركيا. وتشتبه الشرطة في أن المشتبه فيه هو من كان يقود السيارة التي استعملت في عملية التصفية الجسدية للنائب البرلماني. وقبضت الشرطة التركية على المشتبه فيه بعدما أصدرت السلطات المغربية أمرا دوليا لتوقيفه بعد أسبوعين من مغادرته البلاد. وامتطى المشتبه به هذا طائرة إلى تركيا يوم الخميس الموالي ليوم الجريمة التي وقعت يوم الثلاثاء دون أن يثير الانتباه إليه. وبحسب مصدر، فإن المشتبه به تخلى عن السيارة في مكان بعيد نواحي مراكش، ثم قفل راجعا إلى الدارالبيضاء، ولم تعثر الشرطة على السيارة سوى بعد مرور فترة بفضل الرجوع إلى أشرطة كاميرات المراقبة في محطات الأداء للطريق السيار، لكنها اختفت بعد وصولها إلى مراكش. ويتابع المتهمون الثلاثة الذين يخضعون للاستنطاق من لدن قاضي التحقيق، بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والقتل العمد، والمشاركة، وحمل سلاح ظاهر.