حرب البلاغات ما تزال مستمرة بين الفاعلَين في مجال الاتصالات "إينوي" و"اتصالات المغرب"، فبعد أشهر من النزاع حول تقسيم الحلقية المحلية (dégroupage) والولوج إلى البنية التحتية الخاصة بربط الزبناء بخدمات ADSL""، والبلاغات حول السباق لإطلاق خدمة الإنترنيت 4G، جاء الدور هذه المرة على من يملك سبق إطلاق خدمة الإنترنيت عبر "الساتل"، التي تم الترخيص لها قبل مدة. فبعد يومين فقط، من إعلان اتصالات المغرب عن إطلاقها لخدمات الإنترنيت عبر الأقمار الصناعية، وقولها في بلاغ عممته على وسائل الإعلام، إنها أول فاعل مرجعي للاتصالات يطلق هذه الخدمة في المغرب، خرجت شركة "إينوي" ببلاغ مماثل تؤكد من خلاله أنها كانت سباقة منذ يناير من العام الجاري في تسويق خدمات الإنترنيت عبر "الساتل"، أي بمدة تقارب ثلاثة أشهر عن إعلان اتصالات المغرب. وقالت "إينوي" في بيانها: "إنها أطلقت منذ يناير 2017 عروضا للإنترنيت تقوم على الربط بالساتل (VSAT) ، وتعرض على زبنائها آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، ويتميز العرض الجديد بكونه يوفر درجة كبيرة من الجاهزية، كما يتمتع بقدرة على مقاومة الظروف المناخية الأكثر صعوبة. وقال سعيد فرساوي، المدير المسؤول عن المنتوجات بشركة "إينوي"، إنه بفضل صحن هوائي مثبت على سطح البناية ومرتبط بجهاز "موديم"، يمكن للزبون الولوج إلى مجموعة من الخدمات ضمنها إنترنيت بصيب ذي مستوى عال، وذي حد أدنى مضمون، فضلا عن الروابط من صنف"IPVPN" ، التي تسمح بربط الصلة بين عدة مواقع والمركز الرئيسي لكل مقاولة من المقاولات. كما يخول هذا الربط الجديد الخدمة المزدوجة (دوبل بلاي)، التي تتضمن عرضا يشمل الإنترنيت والهاتف الثابت. وفي وقت يقتصر عرض "إينوي" على المقاولات، أكدت اتصالات المغرب أن عرضها يشمل الأفراد والمقاولات على حد سواء، حيث تقدم لزبنائها مجموعة واسعة من الخدمات بصبيب عال يصل إلى 20 ميغابيت، كما تقدم لزبنائها من الشركات خدمة "VPN" عبر الأقمار الصناعية، لتوفير اتصال افتراضي خاص بين عدة مواقع بعيدة بصبيب يصل إلى 6 ميغابيت. وتتراوح أسعار الخدمة التي تقترحها اتصالات المغرب بين 249 درهما لصبيب بسرعة 2 جيغابايت، و659 درهما لصبيب بسرعة 10 جيغابايت، في حين يبلغ سعر صبيب بسرعة 20 جيغابايت 1199 درهما، ثم 1740 درهما لصبيب بسرعة 30 جيغابايت. وكانت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات طرحت في شهر مارس من سنة 2015 طلب عروض لمنح تراخيص لاستغلال شبكات الاتصالات بالأقمار الصناعية والراديو كهربائية، وذلك في إطار توسع عروض الاتصالات وتعميمها وتغطية المناطق النائية من البلاد. وقالت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات المغربية، إن طلب العروض يتعلق بإقامة واستغلال شبكات عامة للاتصالات بواسطة الأقمار الصناعية من نوع "فيسات (VSAT)"، والتي تمكن من توفير خدمات الهاتف ونقل المعطيات في الأماكن النائية، والتي يصعب ربطها من طرف متعهدي الاتصالات التقليدية. وتعول الوكالة على هذه التقنية لتغطية كافة التراب الوطني البالغ 710 ألف كيلومتر مربع، خاصة المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد. وتوفر هذه الخدمات حاليا شركتان حصلتا على تراخيص منذ سنة 2000، غير أن أداءهما كان دون مستوى الانتظارات الحكومية، التي تعول على توسيع المنافسة للرفع من مستوى الأداء.