حل الملك محمد السادس مساء أمس الخميس بجمهورية غانا في إطار جولة جديدة تقوده لعدد من الدول الإفريقية. وتندرج هذه الزيارة، بحسب بلاغ لوزارة القصور والتشريفات والأوسمة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع بلادنا بدول القارة. وسيشرف الملك محمد السادس، الذي يقوم بهذه الزيارة عقب عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، ووضع التعاون مع إفريقيا على سلم أولويات سياسيته الخارجية على توقيع مجموعة من الاتفاقيات، التي ستعزز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
ويسعى الملك محمد السادس والوفد المرافق له والمسؤولين الغانيين تعزيز الإطار القانوني المؤطر للعلاقات القائمة بين البلدين، الذي لا يرقى لمستوى هذه العلاقات. وسجلت المبادلات التجارية بين المغرب وغانا خلال الفترة ما بين 2006 و2010 متوسط ارتفاع سنوي نسبته 33 بالمائة، حيث بلغت 76 مليون دولار في 2010، من بينها 70 مليون دولار من الصادرات المغربية. حيث بوسع هذا الحجم من المبادلات التجارية أن يتضاعف عدة مرات، اعتبارا للإمكانات الهائلة التي يتميز بها القطاعان الاقتصاديان للبلدين، بحسب مراقبين.
وكان ثلة من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم من غانا قد التأموا الشهر الماضي في إطار المنتدى الاقتصادي المغربي- الغاني الذي انعقدت أشغاله بأكرا، وذلك من أجل بحث السبل الكفيلة بإنعاش الاستثمارات المتبادلة وتعزيز الشراكة القائمة بين البلدين. في السياق ذاته، أكد نائب رئيس جمهورية غانا محمدو باوميا، أن الزيارة الرسمية التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس الخميس لأكرا، ستمكن من الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميز، لاسيما على الصعيد الاقتصادي.
وقال باوميا في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، إنها "زيارة تكتسي أهمية بالغة، وستساهم لا محالة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميزبما سيعود بالنفع على كلا البلدين".
وعبر نائب الرئيس الغاني عن رغبة المسؤولين الغانيين في توافد الفاعلين الاقتصاديين المغاربة على غانا من أجل الاستثمار، وذلك اعتبارا للأرضية الاقتصادية الجيدة التي تتوفر عليها البلاد".
من جهته، قال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، إن الزيارة الرسمية التي بدأها الملك محمد السادس، عشية أمس الخميس لجمهورية غانا، ستعطي "مضمونا أكثر كثافة" للعلاقات القائمة بين البلدين. وأوضح بوريطة في تصريح للصحافة، إن "العلاقات القائمة بين المغرب وغانا جيدة، حيث ستعطي زيارة جلالة الملك، لا محالة، مضمونا أكثر كثافة لهذه العلاقات على المستوى الاقتصادي، لكن أيضا على مستوى المشاورات السياسية"، مضيفا أن هذه الزيارة ستشكل مناسبة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الفاعلين الخواص ومن ثم تعزيز الشراكة قطاع عام – قطاع خاص. ويتمثل الهدف – حسب الوزير المنتدب- في فتح آفاق جديدة للتعاون بين جمهورية غانا التي تعد "بلدا وازنا وواحة للاستقرار بمنطقة غرب إفريقيا". وخلص إلى أن الزيارة الملكية لغانا تندرج في إطار الرؤية الإفريقية لجلالة الملك، والتي انعكس تجسيدها العملي في الزيارات المتعددة التي ما فتئ يقوم بها جلالته خلال السنوات الأخيرة لبلدان إفريقية شقيقة.