تسببت الزخات المطرية المتوسطة التي عرفها إقليمطنجة، نهاية الأسبوع المنصرم، في تحويل بعض التجمعات السكنية بجماعة اكزناية، إلى برك مائية وأودية جارية، بسبب احتقان شبكة الصرف الصحي، وتأخر إنجاز مشاريع تقوية قنوات التطهير السائل، كما تسببت في انجرافات ترابية، وإحداث حفر خطيرة بالمسالك الطرقية. وأفادت مصادر جمعوية ل"اليوم24″ أن مياه الأمطار حولت السوق الأسبوعي ليوم الأحد إلى برك مائية ومستنقعات من الأوحال، لم تسعف الاحترازات اللوجستية التي يقوم بها التجار خلال الأجواء الماطرة، في الحيلولة دون غمر المياه لمحلاتهم ومتاجرهم، مما جعلهم يستعينون بوسائل يدوية بسيطة، مثل "الكراطة" و"السطل" البلاستيكي لمواجهة تدفق المياه. كما غمرت السيول مرائب السيارات في بعض التجمعات السكنية الحديثة، المتواجدة بمركز جماعة اكزناية، فيما كشفت التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة، أيام الجمعة السبت وأول أمس الأحد، هشاشة البنية التحتية وضعف التجهيزات الأساسية، بمركز الجماعة ومنطقتها الصناعية. وأضافت مصادر الجريدة، أن الوضع في الأحياء العشوائية بجماعة اكزناية التي لم يصلها التجهيز، كان أصعب بكثير، مثلما هو الحال في حي اقلاعة، فقد تسبب احتقان في إحدى بالوعات قنوات الصرف الصحي، في انفجار شلال المياه الملوث الذي غمر عدة أزقة، وفرض حظر التجول على سكان الحي. وفي أحياء أخرى توجد بمناطق منبسطة، حاصرت مياه الأمطار مجموعة من المنازل، التي تحول محيطها إلى مستنقعات وبرك مائية، بسبب غياب قنوات تصريف المياه، وهو ما يؤدي إلى استمرار الوضع على حاله حتى بعد توقف التساقطات، مما يتسبب في انبعاث روائح كريهة من الماء الآسن، وتجمع الحشرات الضارة، حسب رواية مصادر محلية. ويعود أصل المشكل الذي يتكرر مع كل موعد شتاء، حسب مصدر جماعي، إلى تماطل شركة "أمانديس"، المفوضة بتدبير مرفق الربط بالماء والكهرباء والتطهير السائل، في الشروع في إنجاز أشغال التهيئة بالمناطق التي تنعدم فيها شبكة الصرف الصحي، والقيام بأشغال الصيانة والتدخلات التقنية بالنسبة للنقاط السوداء. وأضاف المصدر نفسه أن شركة أمانديس أوفدت مسؤوليها التقنيين عدة مرات لمعاينة النقاط السوداء بجماعة اكزناية، لكنها تأخرت في مباشرة الأشغال المبرمجة في مشاريع التجهيز، مثل أحياء الحجريين وبني سعيد وفرحيين واكزناية المركز، وأيضا توقفها بشكل مفاجئ في أوراش أخرى كانت قد انطلقت فيها، على مستوى أحياء بدريوين وبوعمار ووبنعجلات واشواقرش. وكان مسؤولو شركة أمانديس قد تعهدوا أمام أعضاء مجلس جماعة اكزناية خلال دورة شهر أكتوبر، باستئناف أشغال التهيئة والتجهيز في غضون نهاية السنة الماضية، بعد أن يتم تعبئة الميزانية المخصصة لجماعة اكزناية، وتسوية ملف نزع الملكية لإحداث وحدة لضخ المياه. وتجدر الإشارة إلى أن مشكل الفيضانات بجماعة اكزناية، ظهر بقوة منذ نحو خمس سنوات بسبب طمر الواد الكبير القادم من الغابة الدبلوماسية، والذي تحول وعاؤه العقاري مؤخرا إلى مجمعات سكنية، وبالرغم من إحداث قنوات تحت أرضية وبناء قنطرة تحت الطريق الوطنية، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا لحل مشكل احتقان المياه ووقوع فيضانات طالما تلحق أضرارا مادية بالبنايات السكنية والمحلات التجارية.