عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يقول في هذا الحوار كل شيء عن الخلايا الإرهابية المفككة منذ توليه رئاسة المكتب لمركزي للأبحاث القضائية، وتفاصيل مثيرة عن استهدافه من طرف خلايا إرهابية، وعن أقوال المتهمين أثناء التحقيق معهم. وكشف في أرقام عن عدد "الانفصاليين والأجانب والقاصرين"، الموقوفين ضمن خلايا إرهابية مفككة في المملكة. وفي هذا الجزء الثاني من الحوار : ألا تعتقد أن المجالس العلمية والدينية لا تؤدي دورها في التأطير؟ لا أعتقد ذلك، فالمجالس العلمية والدينية تقوم بدورها ولا تترك أي فراغ ديني، أنا متأكد من أن علماء الدين يقومون بواجبهم، والدليل هو أن المغرب أصبح مثالا يحتدى به في المجال الديني، وأصبحت العديد من الدول تتبنى استراتيجية المغرب في المجال الديني. ألسنا في حاجة إلى قراءة جديدة وتصحيحات في الخطاب الديني؟ وخصوصا الآيات والأحاديث التي تدعو إلى الجهاد؟
الأحاديث أو الآيات القرآنية التي تدعو إلى الجهاد يتم استغلالها وعزلها من سياقها من طرف التنظيمات الإرهابية لتفسيرها، لكن هذه التفسيرات يمكن لأي إنسان له عقل أن يميز أنها خاطئة، والدليل هو أن جميع الأشخاص المتورطين في الأعمال الإرهابية مستواهم التعليمي والثقافي بسيط جدا، ما يسهل عملية استقطابهم عبر الخطاب الديني المغلوط الذي يقدم لهم. أنا أقول إن المجتمع المغربي يجب ألا يترك وسائل الاتصال الإلكتروني والمواقع الاجتماعية تستغل من طرف الظلاميين من أجل تأطير شباب ليس لهم أي مستوى ثقافي، واستغلالهم وغسل أدمغتهم، وهنا يجب لجميع المؤسسات أن تلعب دورها.
من يجب أن يتدخل على المستوى التقني، مثلا، وفي كل ما له علاقة بالمواقع الاجتماعية؟ من الصعب ضبط علاقة الشباب والقاصرين بالإنترنيت، ليست هناك جهة محددة يجب أن تتدخل، بل هو دور الجميع، الأسرة، المجتمع المدني، المثقف، المفكر، عالم الاجتماع، عالم النفس، الأمنيون، علماء الدين.
كم عدد القاصرين الذين تم ضبطهم ضمن خلايا إرهابية منذ تأسيس المكتب المركزي؟
عشرون قاصرا.
هل يتم وضعهم بعد التحقيق في الإصلاحيات أم في السجن؟
يتم وضعهم في الإصلاحيات، ويحظون بمتابعة نفسية ومرافقة اجتماعية لتصحيح الأفكار الدينية المغلوطة لديهم، والتي يتلقونها عبر آلة إعلامية ضخمة، وترويج الأفلام والصور التي تصور لهم الداعشيين أبطالا يسعون إلى نصرة الدين.
مجموعة من الشباب عادوا أخيرا من سوريا وليبيا عبر مطار محمد الخامس، ولم يتم التحقيق معهم، ضمنهم الشاب يوسف السعدي الذي عاد قبل ستة شهور من ليبيا ولم يعتقل إلا بعد ضبطه في خلية إرهابية قبل شهرين، هل يمكن أن نعتبر هذا تقصيرا أمنيا؟
علمنا بدخوله عبر مطار محمد الخامس، ولم نرغب في التحقيق معه حتى تطمئن نفسه، لكنه كان مراقبا، وبعد تجميع المعلومات التي أكدت أنه ضمن خلية إرهابية تسعى إلى القيام بتفجيرات إرهابية، ألقينا القبض عليه. عدم التحقيق معه في المطار هو عنصر من عناصر الخطة الأمنية التي يتم نهجها أحيانا.
كم عدد الانفصاليين الذين تم ضبطهم في خلايا إرهابية في المغرب؟
أكثر من مائة انفصالي هاجروا إلى داعش، وتم ضبط أكثر من 14 انفصاليا في تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية منذ تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية.
كم عدد الأجانب الذين تم ضبطهم في خلايا إرهابية في المغرب؟ 15 أجنبيا، أكثرهم فرنسيون وأوروبيون.
بخصوص الشباب الذين تم ضبطهم بسبب الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا، كم بلغ عددهم؟ 20 متهما تم اعتقالهم إلى حدود الآن، وتم تقديمهم إلى المحكمة، وأي شخص يشيد بالإرهاب يجب اعتقاله وعدم التساهل معه، ولو أشاد ابني بالإرهاب في مواقع التواصل الاجتماعي لكنت اعتقلته. ومن درجة هوسي بالموضوع، أصبحت دائما أحذر أبنائي من نشر أي تعليقات تشيد بالأعمال الإرهابية.
هل تحن إلى الفرقة الوطنية؟ أنا موظف وأعمل في أي مؤسسة، وأسعى دائما إلى أداء واجبي بصدق وإخلاص، لكني، رغم أنني أعمل في الرباط، مازلت أعود كل ليلة إلى الدارالبيضاء وإلى درب السلطان الحي الذي تربيت فيه. لا أبحث عن بطولة أو شهرة أو نجومية، أنا أسعى إلى أداء واجبي بإخلاص فقط.