رفضت باكستان تجديد بطاقات هوية أفراد عائلة الطبيب الباكستاني المسجون شاكيل أفريدي الذي ساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الكشف عن مخبأ بن لادن، ما يحرمهم من إجراء تعاملات كثيرة وإصدار جوازات سفر وممارسة حق التصويت، كما أعلن محاميه. ويقبع أفريدي في السجن منذ أكثر من 5 سنوات، بعدما ساعد برنامجه المزيف للتلقيح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تعقّب زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن والقضاء عليه. وقال قمر نديم محامي الطبيب المسجون، لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء 1 فبراير/شباط 2017، إن المسؤولين يرفضون تجديد بطاقة هوية زوجة أفريدي التي انتهت صلاحيتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ لأن بطاقة زوجها انتهت عام 2014 ولم تجدد. ويرفض المسؤولون أيضا إعطاء بطاقات هوية جديدة لولديه، بحسب نديم الممنوع من مقابلة موكله منذ أكثر من سنتين. وبطاقات الهوية في باكستان الدليل الرئيسي للمواطنة، ومن دونها لا يمكن للباكستاني الحصول على جواز سفر أو رقم هاتف أو التصويت أو شراء العقارات أو إدخال أولاده إلى المدارس، كما يمكن تأخير مروره عند نقاط التفتيش. وقال نديم: "لماذا يعاقبون العائلة بأكملها؟! هذه ليست عدالة؛ بل وحشية!"، مضيفاً أنه سيتحدى القرار هذا الأسبوع في محكمة مدينة بيشاور بشمال غربي البلاد. ولم يعلق المسؤولون في وزارة الداخلية بشكل فوري، رداً على استفسارات حول الموضوع. وقال جميل، شقيق الطبيب أفريدي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن رفض إعطاء بطاقات هوية للعائلة يعني أن الابن والابنة سيواجهان الآن مشاكل تتعلق بالدخول إلى الجامعة. وتابع: "ليس بإمكان العائلة السفر، والولدان يواجهان مشاكل في متابعة دراستهما". وتم الحكم على أفريدي بالسجن لمدة 33 عاماً في شهر مايو/أيار، بعد إدانته بمساعدة جماعة إسلامية مسلحة، وهي تهمة نفاها أفريدي على الدوام. ووصف بعض النواب الأميركيين القضية بأنها انتقام لمساعدته في العثور على زعيم "القاعدة". وفي العام الماضي، أدى تهديد الولاياتالمتحدة بقطع المساعدة عن باكستان إلى تخفيض مدة الحكم 10 سنوات، لكن منذ ذلك الوقت تضاءل الضغط الأميركي لإطلاق سراحه. وتعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، بأنه سيأمر باكستان بإطلاق سراح أفريدي. وقال ترامب لمحطة فوكس نيوز، في حينه: "أنا متأكد أنهم سيُخرجونه من السجن؛ لأننا نعطي الكثير من المساعدات لباكستان"، مضيفاً أن باكستان "تستغلنا كما يفعل الآخرون". والتعليق أدى إلى رد لاذع من باكستان، حيث وصف وزير الداخلية يومها ترامب ب"الجاهل" وأعلن أن "حكومة باكستان وليس دونالد ترامب" من يقرر مصير أفريدي.