على هامش الجدل القائم الآن حول التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، بسبب "مغربية موريتانيا"، واندلاع حرب البيانات، اعتبر أستاذ السوسيولوجيا السياسية، مصطفى اليحياوي، أن هذا الجدل يؤكد "شيئا فشيئا فرضية أننا بصدد تحللات متسارعة لأحزاب، وبعثٌ جديد لأخرى". ولفت اليحياوي الانتباه إلى أن تصريح أخنوش، أمس الاثنين، يجب حمله محمل الجد، حينما علق سلبا على حزب الاستقلال بنعت قيادته الحالية "بالحرايفية ديال السياسة". وأوضح مصطفى اليحياوي أن هذا التصريح الأخير لأخنوش، أكد أن "هناك في الدولة وفي الأحزاب من يحتوي وظيفة السياسي في مهام سياقية مؤقتة تابعة، تقتضيها حاجات التأثيث السياسي للمشهد الحزبي". وبين اليحياوي أن "أي احتراف للسياسة إنذار بخطر زوال التفوق السلطوي للخبرة الإدارية للمخزن، ومصالح القوى المالية المرتبطة به". وقال المتحدث نفسه، في تدوينة فايسبوكية إن "قبول الدولة اليوم بحزب المناضلين في هذه اللحظة فهو مؤانسة دون طيب خاطر بممثلي "العامة" في ممارسة السلطة". واعتبر أستاذ السوسيولوجيا السياسية أن قبول الدولة في حزب المناضلين مجرد "جبر خواطر الجمهور المتعطش للحرية". وكان حزب التجمع الوطني للأحرار أصدر، أمس، بيانا يهاجم فيه حزب تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حول مغربية موريتانيا. وجاء في البيان أن حزب التجمع الوطني للأحرار، يعلن توجسه من الانعكاسات السلبية، لمثل هذه "التصريحات اللامسؤولة"، على مسار ملف قضية الصحراء. وأضاف المصدر ذاته، أن الالتزام ببناء اتحاد مغاربي كخيار استراتيجي، وضمنه الشقيقة موريتانيا التزام دستوري لكل المغارية. ودعا البيان ذاته أن الشعب، والحكومة الموريتانيين لعدم الاكتراث بمثل هذه التصريحات، التي لا تعبر إلا عن رأي أصحابها. وحسب البيان نفسه، فإن هذه التصريحات بتزامنها مع عزم المغرب على العودة إلى أسرته الإفريقية، تخدم أجندة خصوم القضية الوطنية. ومن جانبه، أدلى رئيس حزب التجمع، أمس، بتصريح هجومي ضد شباط، عقب انتهاء مشاوراته مع ابن كيران، إذ اعتبر أنه لا يمكن أن يكون في الحكومة المقبلة أشخاص يثيرون المشاكل الديبلوماسية مع بعض الدول. أما حزب الاستقلال، فيرى أن ما صرح به شباط حول الجذور التاريخية لموريتانيا وعلاقتها بالمغرب ليس أمرا جديدا، وإنما هي حقيقة تاريخية. واستغرب الحزب ذاته طبيعة ردود الفعل، التي أثيرت حول هذا التصريحات.