بدأت تظهر خلافات إلى العلن داخل أحد أكبر الشركات الفلاحية في المغرب، التي يملكها القيادي الاتحادي الصحراوي حسن الدرهم، وشريكه الفرنسي بييريش بويش في مدينة أكادير. الخلافات ظهرت بعد تسرب شريط صوتي على «اليوتوب»، نشرته مواقع إلكترونية، منسوب إلى حسن الدرهم، وهو يتهم شريكه الفرنسي بويش بيريك بتهريب 40 مليارا من المغرب. الدرهم كان يتحدث متوترا، وهو يقول: «الملك الله ينصره راه فخبارو هاد شي». « اليوم24»، اتصلت بالدرهم، فأكد أن التسجيل فعلا يعود إليه، وأنه كان في حالة انفعال عندما دخل إلى الشركة التي يملك نصف رأسمالها، ويوجد مقرها في أكادير، وعبر عن عدم رضاه لطريقة تسييرها من طرف شريكه الفرنسي، مؤكدا أن شريكه هيمن على الشركة، مستغلا حالة مرضه. مصادر كشفت أن قضية التسجيلات، ليست سوى إحدى تجليات الخلاف الذي وصل إلى القضاء بين الشريكين، والذي بات يهدد إحدى أهم المجموعات الفلاحية التي تشغل ما بين 6000 و8000 شخص؛ الأمر يتعلق إذن بمجموعة فلاحية كبرى تسمى «مجموعة الدرهم بويش»، وهي تدبر مجموعة من الشركات الفلاحية في مناطق مختلفة بالمغرب، وتعتمد على ضيعات لحسن الدرهم في مدينة الداخلة، وتعتبر من أهم شركات تصدير الخضر والفواكه. وقبل فترة برزت إلى السطح خلافات بين الشريكين الأساسين؛ حسن الدرهم الذي يملك 50 في المائة من رأسمال المجموعة، وشريكه الفرنسي بييريش بويش،Pierrick Puech ، الذي يملك بدوره 50 في المائة من الرأسمال. ووصل الملف إلى القضاء بدعاوى متبادلة، فالفرنسي بويش رفع دعوى ضد الدرهم يتهمه بالنصب، وتحويل الملايين من حسابات الشركة بدون حق، في حين رفع الدرهم دعوى أمام المحكمة التجارية في أكادير ضد الفرنسي بويش، لإبطال جمع عام للشركة، تم فيه تعيين بويش مديرا عاما للشركة، وحصل على صلاحيات كان يملكها الدرهم. مصادر مقربة من الدرهم كشفت أن الفرنسي بويش انتهز فرصة مرض الدرهم، الذي كان يغيب عن الشركة للسفر باستمرار إلى فرنسا للعلاج من أجل عقد جمع عام في غيابه، رغم أنه هو المدير العام، حيث قرر الجمع منح الصلاحيات كلها للفرنسي لتدبير الشركة. وحسب نفس المصادر، فإنه منذ ذلك الحين توترت العلاقة بين الدرهم وشريكه، خاصة بعدما أصبح الدرهم غير قادر على المشاركة في تسيير الشركة. وحسب المصادر، فإن الفرنسي بويش، يعتبر من كبار المستثمرين في القطاع الفلاحي في المغرب منذ سنوات، وأنه تمكن من الاستثمار في ضيعات بمدينة الداخلة بفضل شراكته مع حسن الدرهم الذي فتح له أبواب الصحراء. وأفادت المصادر أن هذا الملف وصل إلى وزراء في الحكومة، خاصة أن العديد من العمال باتوا متخوفين من تداعياته على أوضاعهم...