لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يخرج حزب الأصالة والمعاصرة خاوي الوفاض من معركة 7 أكتوبر في دائرة خنيفرة – مريرت، بالنظر إلى مجموعة من الاعتبارات، على رأسها مراهنة "البام" على زوجة البرلماني محمد عدال، حكيمة غرمال، والتي تنازلت عن انتمائها الحزبي الأول، لتركب "التراكتور". وكانت حكيمة غرمال قد ترأست جماعة "الحمام" بلون الاتحاد الدستوري، لكنها لم تتردد في أن تطبق المثل الدارج: "أنا مع الغالب"، إلا أن صدمتها كانت قوية عقب الإعلان عن النتائج النهائية، حيث تصدر حزب الاتحاد الاشتراكي المشهد السياسي في خنيفرة، متبوعا بحزب الحركة الشعبية، فيما عاد المقعد الثالث إلى حزب الاستقلال. وأكد مقربون من رئيسة جماعة "الحمام" ل"البوم24″، أن رئيسة جماعة "الحمام"، ووكيلة حزب "البام"، لاتزال تعيش على وقع صدمة نتائج اقتراع 7 أكتوبر الجاري، خصوصا أن كل سكان مريرت وضواحيها، كانوا يؤمنون بتصدرها لائحة التراكتور للانتخابات التشريعية في دائرة خنيفرة – مريرت، على اعتبار أنها لائحة مدعومة من طرف أشخاص نافذين إقليميا، وعلى رأسهم رئيس المجلس البلدي لمريرت، وزوجها، محمد عدال. وفي هذا الإطار، أوضح متتبع للشأن السياسي في إقليمخنيفرة ل"اليوم24″، أن هناك 3 أسباب "كردعت" حزب "البام" في دائرة خنيفرة – مريرت، على الرغم من التجمع الخطابي، الذي نظمه أمينه العام، إلياس العماري، في المنطقة. أولا؛ لأن حزب "البام" يراهن على الأعيان، وأصحاب "الشكارة"، والأحزاب التي كانت تنافسه في الدائرة الانتخابية خنيفرة – مريرت، متمكنة جدا من استغلال سلطة الأعيان في المنطقة، خصوصا بالنسبة إلى حزب الحركة الشعبية، المعروف بأنه متغلغل في ثقافة، ووجدان سكان الأطلس المتوسط، وله امتداد عرقي، وجغرافي عميق، مما يجعل لائحة "السنبلة" حاضرة في كل الاستحقاقات الانتخابية، وتحصد المقاعد البرلمانية بكل الدوائر الانتخابية ( إفران- خنيفرة – بولمان). وينطبق الأمر نفسه على حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي راهن على أعيان جماعات قروية مجاورة لمركز خنيفرة، ليتصدر نتائج الاقتراع ب13484 صوتا، فيما آل المقعد الثالث إلى حزب الاستقلال، الذي راهن على سلطة الأعيان والقبيلة، وظل محافظا على الوجوه الانتخابية القديمة، والمتمركزة أساسا في ضواحي مدينة خنيفرة، وبالتحديد في جماعتي "الحمام"، و"أم الربيع"، وهذا ما جعل لائحة "الميزان تحصل على 11640 صوتا. ثانيا؛ تخلي رئيسة جماعة "الحمام" حكيمة غرمال، وكيلة لائحة "البام"، عن انتمائها السياسي الأصلي، وركوب "التراكتور"، كان له تأثير في مستوى مصداقية الممارسة السياسية، خصوصا أن الأمر يتعلق بمسؤولة تدبر شؤون الجماعة القروية، مما يؤكد، يضيف المصدر نفسه، أن المصلحة الخاصة طغت بشكل كبير على العامة. ثالثا؛ عدم قدرة البرلماني عدال، زوج حكيمة غرمال، على تقديم الإضافة لوكيلة لائحة "البام"، بالنظر إلى مجموعة من "الفضائح"، التي تداولتها وسائل الإعلام، وتخص ملفات عقارية قيل إن المجلس البلدي متورط فيها، مما جعل وكيل لائحة "الميزان"، صلاح أغبال، ينافس "بنت الدار في دارها"، وحصل على 2446 صوتا في مريرت، و1400 صوت في جماعة "الحمام"، التي ترأسها وكيلة "البام"، وتفوق عليها في جماعة أم الربيع ب2100 صوت انتخابي. وقالت مصادر أخرى إن مراهنة وكيلة لائحة حزب الأصالة والمعاصرة على منطقة مريرت، لإحراز مقعد برلماني، كان رهانا خاطئا بالنظر إلى شساعة المجال السكاني، والجغرافي لإقليمخنيفرة من جهة، وقوة الخصوم المنافسين في الدائرة الانتخابية من جهة ثانية، وهذا ما تأكد من خلال فوز وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي بالمرتبة الأولى، فيما حصل حزب الحركة الشعبية على المقعد الثاني، بينما آل المقعد الثالث لحزب الاستقلال، وذلك بفارق بسيط بينه وحزب العدالة والتنمية.