اختار سكان مدينة خنيفرة بقلب الأطلس المتوسط، في أول احتجاج اجتماعي للسنة الجديدة 2014، دق ناقوس الخطر وإثارة انتباه السلطات المغربية إلى أن الأمن والغذاء والشغل باتوا من أولويات المغاربة وذلك في مسيرة حاشدة، اختاروا لها الشعار التالي «كفانا إجراما.. كفانا فسادا.. كفانا تهميشا.. نريد العيش الكريم». وعاشت المدينة، مساء أول أمس الأحد، يوما استثنائيا، بعد أن امتلأت شوارعها وأزقتها وساحاتها بالمحتجين، رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا، حرصوا في شعاراتهم على توجيه رسائل شديدة اللهجة إلى الحكومة وسلطات خنيفرة بقطبها بعمالة الإقليم ومصالح وزارة الداخلية بالرباط، حيث خيروهم بين التصعيد في نضالاتهم مهددين بنقلها إلى مدينة الرباط، أو الاستجابة لمطالبهم ومعالجة، ما اعتبروه «تردي أوضاع المدينة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية»، حيث باتت المدينة، بحسب الغاضبين على أوضاعها، على حافة الإفلاس، بالنظر إلى تزايد حالات الانفلات الأمني وارتكاب مختلف أنواع الجرائم، إضافة إلى انتشار البطالة وتدني القدرة الشرائية للمواطنين واستفحال الأمراض وتراجع جودة الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم..، وابتعاد الإدارة المحلية عن مفهوم «إدارة القرب». وأطلق المتظاهرون شعرات نارية قوية في كل الاتجاهات دون استثناء أي أحد، كما يقولون، من قبيل «الفساد الاقتصادي.. سبب الوضع المتردي» و «الشفارة هنا ولهيه.. والمواطن شكون إحضيه» و «بالسرقة داروا لاباس.. بالرشوة بناو الساس»، و «المغربي كون على بال..السكتة على الأبواب» و « قرارات حكومية.. مشاريع لا شعبية» هذا وأعلنت السلطات الإدارية والأمنية لمدينة خنيفرة، حالة استنفار قصوى بين عناصر الأمن، حيث استقدمت 10 حافلات لرجال الشرطة وعناصر التدخل السريع من مكناس، وفرضوا طوقا أمنيا على أهم الإدارات والمنشآت العمومية والخاصة، كما منعوا المتظاهرين، الاقتراب من مقر العمالة بأمام ساحة «أزدو»، ومقر الأمن الإقليمي بشارع «أمالو»،حيث كانوا يعتزمون تنفيذ اعتصام إنذاري هناك؛ مما تسبب في احتكاك وتدافع بين قوات الأمن والمحتجين، استمر إلى أزيد من ساعتين، تعطلت خلاله حركة المرور بهذين المحورين باعتبارهما من النقط الإستراتيجية بالمدينة، غير أن هذا الاحتقان انتهى، بانسحاب المحتجين ومواصلتهم لمسيرتهم نحو الأحياء الشعبية، بعدما بدت قوات الأمن مستعدة للتدخل. وكشف بلاغ المنظمين للمسيرة، حصلت «أخبار اليوم» على نسخة منه، أن الدعوة للتظاهر والاحتجاج السلمي، تقف وراءه هيئات جمعيات المجتمع المدني، في مقدمتهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرعها بخنيفرة، والجمعيات المشكلة لتنسيقية أصدقاء المستقبل والتي تضم جمعية الأصيل وجمعية التوفيق وجمعية آيت أوسى وجمعية تيفسا وجمعية أباء وأمهات وأولياء تلاميذة مدرسة فارا، بالإضافة إلى جمعية أمغار، وتنسيقية أنقذوا حديقة أمالو بوسط خنيفرة من يد أباطرة العقار، والتي فجرت في السابق معركة بين سكان خنيفرة وعائلة «أمحزون» أقرباء الملك.