بوجمعة الكرمون ما زالت ستكمة حي تولال الشعبي بمكناس، لم تستفق بعد من صدمة الجريمة المروعة التي ارتكبها زوج، من الحي، وراحت ضحيتها امرأة لم تكمل عقدها الرابع، عمد زوجها إلى ذبحها بواسطة سكين، قبل أن يلقي بنفسه من شرفة منزله. الجريمة وقعت فجر أمس الإثنين، لكن وقعها لا يزال مخيما على دروب وأزقة المدينة، وتأثر المواطنين بدا واضحا خلال عملية البحث، التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية، تنفيذا لأوامر الوكيل العام للملك باستئنافية مكناس. ويحكي جار للضحية ل"اليوم24′′ تفاصيل طعن الزوج لزوجته داخل غرفة البيت، والذي نقل في حديثه التأثر الشديد للمواطنين بالجريمة البشعة، وقال إن الخلافات بين الزوجين طفت على السطح منذ 15 يوما وجميع الجيران شهود على نزاعهما الدائم، إلى درجة صار معها الحي "مطلعا" على تفاصيل خلافاتهما التي تتأجج من حين لآخر. ويضيف المتحدث أن الزوج الجاني رجل في عقده الخامس، يعمل بديار المهجر، وقد أثمر زواجه بالهالكة طفلين، يبلغ أحدهما 12 سنة. ويذكر الجار أن خلافا نشب بين الزوج وزوجته حول أرض قامت الزوجة بشرائها بمنطقة "عيسى أعدي" بجماعة "جري" بضواحي مكناس، وذلك خلال فترة تواجده بالخارج، حيث كان يرسل مبالغ مالية لزوجته، وتتكلف الضحية بشراء الأرض، وتسجل الرسوم في اسمها، الشيء الذي أجج غضب الزوج، خصوصا بعد رفض الضحية حلا وسطا ينهي النزاع. وحسب معلومات استقاها "اليوم24" من مصادر من عين المكان، فإن الزوج استغل فجر يوم أمس الإثنين، حيث خرج الإبن البكر لأداء صلاة الصبح بمسجد الحي، لتحصل الصدمة الكبرى مباشرة بعد أداء الصلاة، وما هي إلا دقائق قليلة حتى عثر على الزوجة مذبوحة من الوريد إلى الوريد، في حين عثر على زوجها مرميا في الشارع العام، حيث قرر الانتحار بعد تنفيذه لجريمته البشعة. يقول مواطن يقطن بنفس الحي: "عثر الإبن على أمه جثة هامدة بعد عودته من مسجد الحي.. وقبل ذلك كان الأب يقاوم الموت في الشارع.. حيث فارق الحياة 3 ساعات بعد نقله إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس". وقد أكدت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن أن سبب وفاة الزوجة جريمة قتل، والفاعل ليس سوى زوجها، الذي كان على خلاف دائم معها، حيث ستكشف تحريات الأمن عن خلفيات وملابسات الجريمة.