شهدت العاصمة الكونغولية كنشاسا، خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 4 يونيو الجاري، أشغال المؤتمر 21 للمجموعة الإفريقية للقضاة، التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، والذي انعقد هذه السنة حول موضوع: "آليات مكافحة أللاعقاب في الجرائم الجنسية". وشارك في المؤتمر عبد الحق العياسي، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، بالإضافة إلى محمد الخضراوي، نائب رئيس الودادية الحسنية، ورشيد تومي، رئيس المكتب الجهوي في الراشيدية، وخليل بوبحي ممثل لجنة الشباب بالودادية الحسنية للقضاة، حيث تم إلقاء مداخلة تركيبية، أبرزت موقف القضاء المغربي من الجرائم الجنسية، سواء على مستوى الإشكاليات المسطرية، أو الموضوعية، أو على مستوى فلسفة التجريم والعقاب. وشكل المؤتمر، حسب بيان أصدرته الودادية الحسنية للقضاة، فرصة لدق ناقوس الخطر بخصوص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي تطال المحتجزين بمخيمات تندوف، والتي تتطلب حماية قانونية، وقضائية، وإنسانية. وعرفت أشغال هذا المؤتمر الدولي، الذي عقد بمقر الحكومة الكونغولية، مشاركة وازنة لشخصيات حقوقية، وقضائية، وعسكرية إفريقية وأوربية تفاعلت على مدى أيام المؤتمر مع موضوع ذي حساسية كبرى، وهو مكافحة اللاعقاب في الجرائم الجنسية. وتدخلت في هذا الموضوع كل من ممثلة رئيسة جمهورية الكونغو الديمقراطية، المكلفة بقضايا العنف الجنسي، وكذا الكاتب العام للاتحاد الدولي للقضاة، والقاضي في محكمة "توران" الإيطالية، بالإضافة إلى قاضيين عسكريين في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وركز نائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة، محمد الخضراوي، أمام المؤتمرين، الذين يمثلون حوالي 15 بلدا إفريقيا، إضافة إلى بلدان أوربية، حضرت هذا اللقاء، على حجم التغييرات الإيجابية، التي تعرفها المملكة المغربية في كل المجالات، بفضل الأوراش الإصلاحية الكبرى، التي يقودها الملك. وشدد الخضراوي على الانخراط التام للودادية الحسنية للقضاة، وتفاعلها مع كل القضايا الأساسية، منها القضية الوطنية. وأشار المتحدث نفسه إلى الندوات واللقاءات المتعددة، الوطنية، والدولية، التي نظمتها الودادية الحسنية للقضاة، هذه السنة، بشراكة مع عدد من الفعاليات الحقوقية، والمدنية، والمهنية بعدة مدن وجهات، خصوصا في حاضرة الصحراء المغربية، مدينة العيون، وجوهرة الجنوب، مدينة الداخلة، التي تؤكد وحدة المملكة من خلال قضائها. وأكدت الودادية الحسنية للقضاة موقفها المندد بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان، واتهاماتها الباطلة غير الموضوعية، التي تدخل في باب التأثير على استقلال القضاء، الذي يبقى مبدأ عالميا، يناضل من أجله كل قضاة العالم، من خلال تأطيراتهم الوطنية والدولية. ويأتي على رأس هذه التأطيرات الوطنية والدولية، الاتحاد الدولي للقضاة، الذي طالب بضرورة التصدي الجماعي لمثل هذه المزايدات، التي تبخس مجهودات المؤسسات الوطنية، ومنها المؤسسة القضائية. وقد شهدت فعاليات هذا اللقاء الدولي استقبال رئيس الوزراء الكونغولي للوفود المشاركة، حيث حظي الوفد الممثل للودادية الحسنية للقضاة بشرف تسلم درع الزعيم الإفريقي باتريس لومومبا.