تشهد مدينة سبتةالمحتلة، إلى حدود مساء اليوم الأربعاء، حملة كبيرة تقودها مختلف الأجهزة الأمنية الإسبانية لاجتثاث "منابع تهريب الحشيش" في المدينة، والتي يعتبرها أمنيون إسبان "حلقة وصل بين منتجي ومصدري الحشيش من الشمال المغربي، ومهربيه إلى الجزيرة الإيبيرية". العملية الأمنية، التي وصفت بالأكبر على كل الأصعدة، في السنوات الأخيرة، مكنت، حسب التسريبات الأمنية الأولية، من اعتقال أكثر من 20 مهربا، وإسقاط ضباط في الحرس المدني متواطئين مع شبكات التهريب، مقابل رشاوى خالية، علاوة على حجز كميات كبيرة من الحشيش وأموال طائلة. في هذا الصدد، علم "اليوم 24" من مصادره الخاصة أنه تم، أمس الثلاثاء، اعتقال ما بين 10 إلى 20 مهربا للحشيش عبر المدينةالمحتلة إلى مختلف الموانئ بالجزيرة الإيبيرية في شاحنات كبيرة، من بينهم مغاربة وإسبان، علاوة على اعتقال ثلاثة ضباط في الحرس المدني الإسباني للاشتباه في تواطئهم مع المهربين، وحجز كميات كبيرة من الحشيش، ذلك أن العديد من الشاحنات مزودة بتجويفات محدثة خصيصا لتهريب الحشيش، وسيارات متنوعة، وأكثر من 500 ألف درهم نقدا. المصادر ذاتها أوردت، أيضا، أن المهربين يدفعون إلى لضباط الإسبان المرابطين في نقاط المراقبة والتفتيش في ميناء سبتة أكثر من 1000000 درهم على كل شاحنة محشوة بالحشيش ليغضوا الطرف عنها، وضمان وصول الكميات المهربة بأمان إلى الداخل الإسباني. وأشارت المصادر نفسها إلى أن أرباح شبكات التهريب من الحشيش، المهرب في كل شاحنة إلى الضفة الأخرى، يصل إلى أكثر من 1000000 درهم. وبناء على مصادر محلية، فإن المداهمات الأمنية تمركزت على أربعة مواقع: لوما مارغاريتا، وبياتزا، وباساخي دي لاس بالساس، وحي البرنسيبي، حيث تمت الاستعانة بكل الوحدات الأمنية في الشرطة والحرس المدني الإسبانيين، وحضر منع المواطنين في ولوج بعض الأزقة وتقليص حركات السير فيها، علما أن تلك المداهمات تمت قيادتها انطلاقا من مروحية كانت تجوب سماء المدينة، طوال يوم أمس الثلاثاء، لمساعدة قوات الأمن الموجودة على الأرض. على صعيد آخر، أشارت مواقع إسبانية إلى أن العملية الأمنية، التي لاتزال مفتوحة، والتي وصفت بالكبيرة، جاءت بعد أقل من أسبوع من إشارة تقرير الأممالمتحدة إلى أن 66 في المائة من محجوزات الحشيش في أوربا تمت في إسبانيا، والتي تهرب من الشمال المغربي، بالإضافة إلى حجز في مختلف موانئ الجنوب الإسباني. وكان قد تم حجز طنين من الحشيش، خلال الأيام الأخيرة، الشيء الذي دفع الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى التحرك قبل فقدان السيطرة كليا على المهربين، خصوصا أن هناك إمكانية تعرض إسبانيا إلى ضغوط من الاتحاد الأوربي بسبب الكميات الكبيرة من الحشيش، التي تحجز في أوربا.