شارك عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق وأحد الرموز الوطنية، في تشييع أحد أبرز قادة التحرير في الجزائر، حسين آيت أحمد، الذي وافته المنية الأربعاء الماضي. اليوسفي قال خلال التشييع، لوسائل إعلام جزائرية، إنه "كان هناك اهتمام بإنصاف الحسين، وفي هذه الأيام سيعرف العالم من يكون الحسين وما هي برامجه وبرامج أصدقائه". وحظيت وفاة المناضل الجزائري الكبير، الذي ربطته علاقات طيبة بالسياسيين المغاربة، وخاصة الاشتراكيين، بالنظام المغربي، باهتمام من أعلى مستوى في المملكة، بحيث بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل آيت أحمد، الذي توفي الأربعاء بلوزان (سويسرا) عن عمر يناهز 89 سنة. ومما جاء في برقية الملك: "لقد كان لنعي المشمول بعفو الله تعالى ومغفرته، المرحوم حسين آيت أحمد، تلقاه الله في عداد الصالحين من عباده، بالغ الأثر والوقع الأليم في نفسنا". وبهذه المناسبة، أعرب الملك لعائلة الفقيد ومن خلالها لكافة أقاربه وأصدقائه ومحبيه عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته وتعاطفه معهم في هذا المصاب الجلل . ووصف الملك آيت احمد ب"المناضل الكبير والوطني الغيور"، وذكر أن وفاته "خسارة كبيرة، ليس فقط لعائلتكم الكريمة، وللجزائر الشقيقة، التي فقدت فيه أحد قادتها التاريخيين الذين قادوا معركة التحرير وناضلوا طيلة حياتهم من أجل الحرية والديمقراطية، بل وأيضا لبلده الثاني المغرب، الذي ظلت تجمعه به روابط عائلية متينة، ووشائج قوية من الأخوة والتقدير والتضامن النابعة من إيمانه العميق، رحمه الله بحتمية المصير المشترك للشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي". هذا وأعلن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الخميس حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام اعتبارا بسبب الوفاة. وكان القائد التاريخى للحركة الوطنية ايت وأحد أبرز وجوه حرب التحرير الوطني ومؤسس جبهة القوى الاشتراكية المعارضة، فضلا عن أنه هو الباقى الوحيد على قيد الحياة من مجموعة المناضلين الجزائريين التسعة الذين فجروا ثورة التحرير وحرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي. وقد انسحب آيت أحمد من رئاسة حزبه "جبهة القوى الاشتراكية" وهو أقدم واكبر حزب معارض فى الجزائر فى ماي عام 2013 ليعين بعدها رئيسا شرفيا.