"إنها جمعت شمل جمعيات المجتمع المدني"، هكذا بدأت عائشة الشنا مؤسسة ورئيسة جمعية التضامن النسوي حديثها عن زليخة نصري، مستشارة الملك، التي توفيت، صباح اليوم الأربعاء، إثر جلطة دماغية. الشنا تتذكر أول لقاء جمعها مع الفقيدة، بعد توليها إدارة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وأثنت على تواضعها قائلة "كنت أتحدث معها دون خجل، لأن كل من يتعرف عليها عن قرب يشعر بالراحة خلال الحديث معها". وأكدت الشنا في حديثها مع "اليوم24″، أن نصري هي من عرفتها على ممثلي البنك الدولي في عام 1998، الذي ساعد جمعيتها، ودعاها إلى واشنطن. وأشارت الشنا، إلى أنه في السنوات الأخيرة قل اتصالها بنصري، واعترفت بتقصيرها في حق زليخة، إذ قالت "للأسف لم أعد اتصل بها في السنوات الأخيرة، لأني كنت أعرف أنها مشغولة جدا". من جانبه، يتذكرالمحامي يوسف الشهبي ابن الراحلة أسية الوديع، لحظة سقوط الفقيدة على نعش والدته، قائلا: "وفاة والدتي شكل صدمة لنصري، إذ لم تتمالك نفسها وسقطت على نعش والدتي". وأضاف الشهبي، أن المرحومة كانت تزور باستمرار قبر والدته في مقبرة الشهداء في الدارالبيضاء، حيث أكد له مسؤول عن حراسة المقبرة أنه شاهدها تزور القبر من دون حراس شخصيين.
وأشار الشهبي إلى أن صداقة والدته بنصري توطدت عند إطلاق الملك محمد السادس، مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، التي كانت تترأسها زليخة نصري، وكانت والدته عضوة فيها، حيث كانتا تلتقيان باستمرار خلال أنشطة المؤسسة، مؤكدا أنه كانت تجمعهما العديد من الأمور الشخصية، رفض الحديث عنها لأنه يعتبرها خاصة بهما فقط. الصحافية مليكة مالك تحكي بدورها ل"اليوم 24″، عن لقائها بزليخة نصري،قائلة أنه "رغم قيمتها الكبيرة، إلا أنها كانت تتحدث بكل تواضع.. كانت للفقيدة كريزما وقوة شخصية غير عادية.. وأعتقد أن كل من يتحدث معها يشعر بذلك". وأضافت مليكة مالك، أن زليخة نصري كانت تمثل صورة المرأة القوية، التي تستطيع تحمل المسؤولية، من خلال ترأسها لمؤسسة محمد الخامس للتضامن الاجتماعي، ومؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، وكيف استطاعت تدبير عدد من الملفات الشائكة بصفتها مستشارة الملك محمد السادس.
ومن جهته، قال الصحافي لحسن العسيبي، انه سبق له أن التقى بزليخة نصري في مناسبات متفرقة، من أهمها مشاركته معها ضمن البرنامج التلفزي الوحيد الذي شاركت فيه بالقناة الثانية، والذي كانت تعده وتقدمه الإعلامية مليكة مالك، حول موضوع مناقشة صدور مدونة الأسرة كخطوة جبارة في تاريخ المغرب الحديث. واعتبر العسيبي من خلال تدوينة له عبر "فايسبوك" أن المرحومة قاومت من أجل عائلتها الصغيرة بنكران هائل ومثالي للذات، "كانت مؤسسة لوحدها، تشتغل بطاقة خرافية بلا تردد، وشرف لكل مغربي، وعنوان عن معنى ما تستطيعه المرأة المغربية".