رسائل جديدة للشاعر والكاتب اللبناني الشهر جبران خليل جبران تظهر لأول مرة في كتاب نشره الباحث اللبناني سليم مجاعص بعنوان «مجهولة جبران: حب ورسائل خليل جبران وجرترود باري». وهي رسائل الحب التي بعث بها جبران إلى «مجهولة جبران» الأمريكية الأيرلندية الأصل «جرترود باري». إذ ضم الكتاب، فضلا عن صور الرسائل، صور معشوقة جبران. تسلط الرسائل التي نشرت في كتاب «مجهولة جبران: حب ورسائل خليل جبران وجرترود باري»، الضوء على علاقة باري بجبران. إذ تشير إلى نوع من الحب يبدو أن سليم سركيس نفسه كان يكنه لها. إذ قال المؤلف سليم مجاعص في مقدمة الكتاب إنه «إذا نظرنا في خصال ومزايا النسوة اللواتي أحبهن جبران أو اللواتي عشقنه وجدنا بينهن الشاعرة جوزفين بيبودي، والمفكرة المربية ماري هاسكل، والكاتبة شارلوت تلرو، والمربية المدرسة ميشلين.» كما يضيف أنهن يدخلن «في نطاق الأدب بشكل أو بآخر وجلهن معروفات في سيره العامة المتوفرة. وهناك إلى جانبهن موسيقية واحدة تفترق عنهن بفنها كما تفترق عنهن بقلة ما يعرف عنها وهي موقعة البيانو جرترود باري». «والإشارة العلنية الوحيدة إلى هذه العلاقة في حياة جبران كانت في نص رسالة من جرترود باري إلى سليم سركيس نشرها هذا الأخير مترجمة في مجلة «سركيس» الصادرة في مصر. كما أن حيثيات هذه العلاقة كانت معروفة لسركيس ولأسعد رستم مجاعص الذي قابل جرترود بطلب من سركيس»، كما ورد في الكتاب. ففي هذا السياق، يضيف قائلا إن الإشارة العابرة في مجلة قديمة لم تكن كافية لتنبيه كتاب سيرة جبران إلى هذه العلاقة حتى ظهور ملحق أدرجه «نسيب لجبران خليل جبران واسمه مثل اسم الأخير» خليل جبران وزوجته جين في الطبعة الثانية من كتابهما حول سيرة جبران الصادر سنة 1978، ويتحدثان في ذلك الملحق عن ظروف اطلاعهما على حيثيات تلك العلاقة بعد صدور الطبعة الأولى من كتابهما واتصال قريبة لجرترود باري بهما وعرضها عليهما مجموعة رسائل جبران لباري التي تفوق الخمسين، لكنهما أعرضا عن التفصيل أو التحليل، رغم اعتبارهما أن رسائل جبران إلى جرترود باري هي من أكثر رسائله تعبيرا ووضوحا عن عواطفه الحميمة». وزاد على ذلك قوله «وهناك أمر إضافي لابد من الإضاءة عليه وهو دور سليم سركيس في هذه العلاقة. فقد ألمح جبران أن دوره باختصار شديد، لكن عودة إلى أعداد مجلة سركيس سمحت لنا بالحصول على عدد لا يستهان به من رسائل جرترود إلى سركيس مترجمة بقلمه إلى العربية... وهذه الناحية الفريدة لبحثنا هامة جدا لأنها تسمح لنا بسماع صوت جرترود لأن الوثائق في محفوظات متحف «سميا» في المكسيك خالية من أي نص بقلم جرترود وتقتصر على صوت جبران في رسائله إليها وصوت سركيس، ثم لاحقا صوت ابنه في رسائلهما إليها، لكنها خالية من صوت جرترود. «أما ترجمات رسائلها على صفحات مجلة سركيس، وهي توازي الثماني عشرة عددا، فإنها تسمح لنا بتدبر موقفها بقلمها وليس عبر انعكاساته في أقوال ومواقف الآخرين... ورغم أن هذه الرسائل لا تتناول علاقتها مع جبران إلا جانبيا إلا أنها تفيدنا في تفهم جوانب هامة من نفسية هذه المرأة». كما قال: «لقد كان فقدان صوت المرأة في مراسلات جبران من العوامل المانعة لتدبر تفاصيل علاقاته بكل أبعادها وتشابكاتها «ماعدا بالطبع صوت ماري هاسكل لتوفر رسائلها إلى جبران ومدوناتها». وهذا أمر من المشاكل التي واجهتنا في عملنا على علاقة جبران بجوزفين بيبودي إذ لم نتمكن من التحقق إلا من عدد قليل جدا من رسائلها إلى جبران. والباحث في كتابه يتوصل إلى استنتاجات ووقائع. ومن الاستنتاجات أن جبران في رسائله هذه تعمّد جعل جرترود تشعر بالذنب تجاهه وأنه أيضا لم يعلن رسائلها إليه لنفهم تماما وجهات نظرها في أمور عديدة كما أنه حجب معظم رسائل حبيباته إليه. فضلا عن ذلك، ضم الكتاب بضع صور لجرترود باري، وصور عن الرسائل التي كتبها إليها جبران باللغة الانجليزية. كما حمل الكتاب نصوصا بالعربية لرسائل بعثت بها «جرترود باري» إلى الأديب اللبناني الذي كان مقيما في القاهرة «سليم سركيس» والتي ترجمها إلى العربية ونشرها في مجلة «سركيس» التي كان يصدرها.