اعتبرت سنتيا شقير، مخرجة فيلم «عندما يأتي الظلام»، الحائز لجائزة أحسن إخراج، أن إنتاج الفيلم الروائي في لبنان أمر صعب، كما صرحت، في حوارها مع « اليوم24»، بكون فيلمها محاولة لتسليط الضوء على أزمة تؤرق اللبنانيين وخاصة الفقراء. كيف ترين حال السينما في لبنان، والفيلم الوثائقي تحديدا؟ إنتاج الفيلم الروائي في لبنان أمر صعب شيئا ما، لأن لا وجود لبنية تحتية لصناعة السينما في لبنان، لذلك صار التوجه العام للسينما، بعد الحرب، نحو الأفلام الوثائقية. واشتغل مجموعة من الشباب الذين تخرجوا، خلال الحرب، على أفلام وثائقية لها علاقة بالموضوع. بعد الحرب تطورت الأمور شيئا ما، ليصير الاشتغال على اللغة السينمائية في الوثائقي، ما منح لبنان إنتاجات مهمة في هذه الفترة.
كيف جاءت فكرة فيلمك «عندما يأتي الظلام»؟ هذا العمل وليد مشكل انقطاع الكهرباء بلبنان الذي صار أزمة يومية.. صار ظلاما يؤرق اللبنانيين، فقد بدأ مع الحرب الأهلية سنة 1975، وانتهت الحرب وما انتهت الانقطاعات. والدولة صارت عاجزة عن تغطية البلد وتزويده بالطاقة المطلوبة. ولهذا اشتغلت على فيلم في الموضوع، من خلال أربع شخصيات رجالية، حياتها تغيرت جذريا في الاتجاه السلبي بسبب هذا المشكل.
الفيلم حاز جائزة الإخراج مؤخرا في مهرجان أصيلة الوثائقي الذي شاركت فيه، حدثينا أكثر عنه. الفيلم يعرض أزمة الكهرباء في لبنان باعتبارها أزمة دولة منقسمة إلى دويلات لكل منها مصالحها الخاصة، وهو الوضع المعقد الذي تقف الحكومة المركزية عاجزة أمامه، ما ينعكس سلبا على حياة جل الناس، وخاصة الفقراء. وبسبب انقطاع الكهرباء يلجأ المقتدرون إلى استخدام المولدات الكهربائية الخاصة، ويستغل بعض المستثمرين هذه الإمكانية لتأسيس شبكات خاصة لتوليد الكهرباء، ويقومون بتأجيرها للناس، ليتحولوا إلى مافيات تسيطر كل واحدة منها على منطقة معينة بحماية التنظيم أو الحزب المهيمن على المنطقة. ويسرد الفيلم قصة رجل لبناني يتزوج برومانية، وبعد فترة تقرر زوجته تركه ومغادرة البلد، حاملة معها أطفالها، لأنها لم تعد تتحمل الحياة الصعبة بلبنان، وهو ما حذا بالرجل إلى رفع دعوى ضد الشركة الخاصة بالكهرباء لأنها تسببت له في أذى نفسي ومادي ومعنوي، تمثل في تشتيت أسرته. والشخصية الثانية هو رجل يأخذ كهرباء الدولة ويوزعها على الناس، يصعد إلى الأعمدة الكهربائية في الشارع ليوزع الكهرباء على من يحتاجها من عموم المواطنين، وقد سمى نفسه روبين هود، لأنه يسرق من الأغنياء ليمنح الفقراء حاجتهم، وحكاية شاب رابع يتابع دراسته في مجال الكهرباء، وشاب آخر مهتم أيضا بالموضوع نفسه، وإن كان على نحو مختلف.
كيف بدأت علاقتك بالسينما؟ بدأت مشواري بأفلام سينمائية قصيرة، سنة 1998 أنجزت أول أفلامي، تحت عنوان «الحوش»، واشتغلت على فيلم عنوانه «الكرسي»، وعدد من الأفلام الوثائقية القصيرة، قبل أن أمر إلى إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية، بعد أن امتلكت شركة إنتاج. كما أني منتسبة إلى جمعية مستقلة اسمها DC، ننظم من خلالها مهرجانا كل سنتين، هو «أيام بيروت السينمائية»، وقد مرت الدورة السابعة منه في شهر مارس 2013.
ماذا عن مشاريعك الجديدة؟ لدي موضوع يعالج شخصيات لبنانية تعيش حالة فريدة من نوعها.