افاد مصدر امني رفيع لوكالة فرنس برس ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة انهى اليوم الاحد مهام مدير المخابرات الجزائرية الفريق محمد مدين بعد 25 سنة من شغله المنصب وعين اللواء بشير طرطاق خلفا له. وبحسب المصدر فان الفريق مدين المعروف بالجنرال توفيق كان "قدم استقالته منذ عشرة ايام على الاقل". وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد عزل يوم الجمعة الماضي عددا من كبار الضباط للحد من نفوذ جهاز المخابرات العسكرية الذي لطالما أثر على الحياة السياسة من وراء الكواليس. وقالت المصادر إن من بين الضباط الذين عُزلوا قائد أمن الرئاسة ومدير الامن الداخلي. وكان الاثنان يعملان تحت قيادة رئيس جهاز المخابرات العسكرية الفريق محمد مدين المقال اليوم والذي لعب دور صانع الزعماء السياسيين على مدى عقود عديدة من خلال السعي للتأثير على اختيارات القيادة من وراء الكواليس. وتلقى التغييرات في جهاز الامن متابعة عن كثب في الجزائر التي أصبحت شريكة رئيسية في حملة الغرب ضد المتشددين الاسلاميين منذ خرجت من صراع دام لأكثر من عقد في عام 2002 وقتل خلاله 200 الف شخص. وعلى الرغم من انه انتخب في العام الماضي لفترة رئاسة رابعة فانه نادرا ما شوهد بوتفليقة (78 عاما) علانية منذ تعافيه من جلطة دماغية في عام 2013 وهو ما أذكى تكهنات في وسائل الاعلام المحلية بشأن قدرته على استكمال ولايته التي تنتهي في عام 2019 . وقالت المصادر إن مهام المسؤولين الذين عُزلوا أُسندت الى رئيس الاركان ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح وهو من أقرب حلفاء بوتفليقة. وتضررت الجزائر التي يسهم النفط والغاز بنسبة 60 في المئة في ميزانيتها ويمثلان 95 في المئة من صادراتها نتيجة للهبوط الشديد في أسعار النفط العالمية مما أدى الى انخفاض عوائدها من الطاقة الى النصف هذا العام. وقال محللون إن بوتفليقة بدأ تقليص دور الجيش وجهاز المخابرات العسكرية في الساحة السياسية قبل اعادة انتخابه في أبريل نيسان الماضي تمهيدا لتركه للحكم في نهاية المطاف بعد أكثر من 15 عاما في السلطة.