مع الإعلان عن افتتاح سوق الانتقالات الصيفية تبدأ الأندية الكروية تحركاتها لحسم مجموعة من الصفقات، وجلب لاعبين تألقوا بشكل لافت للانتباه بقميص هذا الفريق أو ذاك، بهدف تعزيز ترسانتها تأهبا لموسم جديد وبطموح لتحقيق أحد الألقاب. ويحظى اللاعب الأجنبي بشكل عام بمكانة خاصة داخل دوامة سوق مشتعلة بصفقات بمئات الدولارات، وبين كل هؤلاء يبرز المحترفون المغاربة بشكل لافت للانتباه، ليصبحوا تحت مجهر أعتد الأندية، كما أن للاعب المحلي مكانته، خصوصا أن البطولة الوطنية تحظى بمتابعة كبيرة من طرف المهتمين بالشأن الكروي. وعلى خلاف بقية الدوريات في العالم، تشهد البطولة الفرنسية وجود عدد كبير من اللاعبين المغاربة على رأسهم أولئك، الذين نشأوا على أرضها، دون إغفال البقية ممن احترفوا في أندية الدول المجاورة، إلا أن هذا الميركاتو الصيفي لم يشهد أي مفاجآت أو انتقالات بارزة، إذ حافظ أغلب اللاعبين على مكانتهم في أنديتهم السابقة، باستثناء المغربي منير عوبادي الذي رفضت إدارة موناكو الإبقاء على اسمه، ليحوّل وجهته إلى ليل الفرنسي، ومجاورة مواطنه بوفال بموجب عقد يمتد إلى ثلاث سنوات. وشارك عوبادي، الذي أخفق في التوقيع على موسم كروي جيد، في آخر مباراة له كأساسي أمام ناديه الأسبق "موناكو" قبل أن يترك مكانه لزميله "مايتي" في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. ويسعى اللاعب هذا العام لتعويض ما فشل فيه بعد غياب طويل عن الملاعب الإيطالية كلاعب مُعار بداعي الإصابة، ثم العودة إلى دكة الاحتياط في أغلب مباريات فريقه فيرونا. وقبل أزيد من أسبوع، عادت العناصر المغربية إلى الملاعب الفرنسية من جديد، بعد إعطاء صافرة انطلاق منافسات الموسم الكروي الجديد من الليغ1، مسجلين بداية جيدة رفقة نواديهم التي آثرت الاحتفاظ بهم، من بينهم ياسين بامو، لاعب فريق نانت الفرنسي، الذي اكتفى باللعب في شوط واحد خلال المبارة التي سجلت تغلب زملائه على غانغان، ويسعى هذه السنة إلى إثبات أحقيته وإقناع المدرب الزاكي لإدراج اسمه مرة أخرى في تشكيلته التي سيختارها لمواجهة ساو تومي. هدف بامو لا يختلف كثيرا عما يسعى إليه عبد العزيز برادة لاعب مارسيليا، الذي غيّبته الإصابة في أغلب مواجهات ناديه في الموسم الماضي، وسيصارع هذه السنة لتجاوز ما يعيقه وتحقيق مستويات متألقة رفقة عملاق الجنوب الفرنسي. وبدوره، خلّف الدولي المغربي سفيان بوفال لاعب فريق ليل انطباعا جيدا لدى متتبعي الشأن الكروي الذين رأوا فيه أفضل من يخلف إيدن هازارد المنتقل نحو تشيلسي، بعدما قدّم أداء مقنعا في أولى مباريات موسم 2015/2016، ما يُظهر أن بمقدوره فرض موهبته ومقارعة الكبار، أما نبيل درار الذي استمرّ بقميص "موناكو" لموسم آخر، فقد سجّل ظهورا جيدا على المستوى الهجومي في آخر لقاء له، كاد أن يحرز على إثره هدفا في مرمى "ليل".