في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية تراجعاً في المجال العلمي، تأبى بعض النماذج العلمية الناجحة فى الخارج إلا أن تمنحنا الأمل وتبعث الروح في النفوس، ورغم ذلك لا نعلم عنها الكثير. شباب ونساء ورجال عرب لم يجدوا بيئة تناسب طموحاتهم العلمية في بلادهم، فقاموا بشد الرحال حيث فرص النجاح العلمي، واستطاعوا أن يحجزوا لأنفسهم مكاناً ضمن أرقى تجمعات عقول الأرض، في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)،موقع هافينغتون بوست سرد قصص ثلاثة مغاربة من بين عشرة عرب يشتغلون في الناسا
"أسماء بوجيبار".. أول عربية وأفريقية في ناسا من أب مغربي وأم تونسية، ولدت سنة 1984، وتنحدر أسرتها من منطقة الريف، وتلقت تعليمها الأساسي بمدينة الدارالبيضاء، قبل أن تسافر نحو فرنسا لتكمل دراستها الجامعية، لتكون أول امرأة عربية إفريقية تلتحق ب"ناسا". بوجيبار حاصلة على الماجستير في علوم البراكين، كما حصلت على دكتوراه حول موضوع "التوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة في سياق تشكل عينة من الكواكب"، وهو التخصص الذي أهلها للالتحاق ب"ناسا" وهي في سن السابعة والعشرين. وحظيت أسماء بوجيبار بمنصب في وكالة الفضاء الأمريكية نهاية العام الماضي، بعد فوزها بمسابقة شارك فيها مئات المؤهلين. وقبل أيام منحها ملك المغرب محمد السادس وشاحا رسميا.
"سلوى رشدان".. من جامعة مغربية إلى ناسا شابة مغربية أخرى، في ربيعها السابع والعشرين تنال أيضاً شرف العمل داخل مختبرات وكالة الفضاء الأمريكية. وبخلاف معظم العرب الملتحقين بناسا الذين يحصلون مسبقاً على تكوين علمي بأرقى جامعات الدول المتقدمة، فإن سلوى رشدي لها تكوين عمومي مغربي من تكوينها الابتدائي حتى سلك الدكتوراه. تخصصت ابنة المدينة الحمراء في دراستها الجامعية بالقاضي عياض بمدينة مراكش في العلوم البيئية، وبعد نيلها الإجازة سنة 2006 حصلت على ماجستير في "البيئة وديناميكية التنوع البيولوجي"، لتقوم بعد ذلك بالعديد من الأبحاث العلمية حول "إمكانية تأقلم القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية مع التغيرات المناخية".
"كمال الودغيري".. صاحب مهمة هبوط على المريخ مهندس الاتصالات وعالم الفضاء المغربي الأصل، انتقل منذ أواخر الثمانينيات إلى لوس أنجلوس ليستكمل دراسته العليا بإحدى جامعات جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية. شارك كمال الودغيري في مهمة هبوط المركبة الفضائية سيريت وأبرتينيتي على سطح المريخ، كما كان ضمن فريق إنزال المركبة كيريوزيتي العام الماضي على سطح الكوكب الأحمر، حيث أوكلت إليه متابعة الإشارات التي ستصدرها حينها. اختير ضمن هيئة علماء مختبر الدفع النفاث في باسادينا، كما ينشط في تعريف الطلاب المغاربة المبتدئين بعلوم الفضاء عبر دورات ينسقها مع ناسا.