بعد توالي الأنباء عن التحاق أعداد من المغاربة المقيمين بالخارج بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، تطرق عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بإسهاب لما يراها مسببات لهذه الظاهرة. بوصوف، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحافية، مساء اليوم الاثنين، شدد على أهمية "إنتاج ثقافة تحصن هؤلاء الشباب وتمنعهم من البحث عن مرجعيات أخرى"، يقصد الشباب الملتحقين ب"داعش"، والذين ربط إقدامهم على ذلك ب"وجود حركية ثقافية لبلدان الشرق، التي تتوفر على أموال البترول، واستطاعت أن تغزو أوربا وتغزونا حتى نحن للأسف"، بينما "الشباب المغربي الذي يعيش في المهجر له عاطفة دينية ويحاول البحث في الدين، وفي خضم هذا البحث يقع ضحية وفريسة لتجار الموت". وأوضح بوصوف أن مسببات هذا الأمر ترجع إلى طبيعة المراجع الدينية المتوفرة باللغات الأجنبية، "في أوربا أُصاب بالهلع في بعض المكتبات، لأن الكتب التي تروج فيها تؤدي الى هذه النتائج التي نراها"، يقول المتحدث نفسه، قبل أن يردف "نحن غائبون في هذه الأمور، باعتبار أن مراجعنا غير موجودة باللغات الأوربية، وحتى المتوفرة منها باللغة الفرنسية قليلة"، وهو ما دعا إلى مواجهته عن طريق توفير الكتاب المغربي الذي يتحدث عن العقيدة الاشعرية والتصوف باللغات الأوربية والعمل على"إنتاج ثقافة وسطية"، وذلك من خلال "إعادة النظر في الأئمة الذين يمارسون هذه المهمة في الخارج على أساس أن يكونوا ملمين بلغة بلد الإقامة"، علاوة على "أقلمة التدين والعمل على أن ينسجم مع المجتمعات التي يقيم بها المهاجرون". إلى ذلك، شدد الأمين العام للمجلس على أن "إمارة المؤمنين في المغرب لا علاقة لها بالحدود السياسية، وهي مرجعية روحية"، من شأنها أن تساهم في الوحدة الدينية لمغاربة الخارج. كما أكد بوصوف أن المقاربة الأمنية في مواجهة الإرهاب "لا تكفي وحدها"، بل "تستلزم انتاج ثقافة دينية معتدلة"، وذلك على أساس أنه "ينبغي تفكيك أطروحات الإرهاب وإنتاج أطروحات مضادة، لأنهم يستهوون الشباب المسلم بمصطلح الخلافة الإسلامية"، هذا إلى جانب "تقنين الفعل الثقافي المغربي"، مقترحا في هذا السياق إنشاء وكالة خاصة كمؤسسة "سيربانتيس" الإسبانية وغيرها من المؤسسات الدولية، تكون مهمتها هي العمل على نشر الثقافة المغربية. وكشف بوصوف في الندوة نفسها عن كون مجلسه يحضر لإقامة مؤتمر كبير في المجلس الأوربي حول "قضية أي تكوين لإمام القرن الواحد والعشرين".