على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الجماعية المزمع إجراؤها في بلادنا في الرابع من شتنبر المقبل، يحتدم الصراع السياسي في وجدة ليضمن كل حزب مرتبة متقدمة في هذه الانتخابات الجماعية التي تعتبر الأولى منذ إقرار دستور 2011. وأهم الاستقطابات التي سُجلت على الساحة المحلية، إلتحاق الرئيس السابق لجماعة وجدة ورئيس المجلس الإقليمي الحالي، لخضر حدوش بحزب الأحرار، حيث يجري التهييء في الوقت الراهن للائحة يترأسها حدوش (ترشح في عام 2009 باسم الأصالة والمعاصرة)، على مستوى جماعة وجدة، وهي الزعامة التي خاض من أجلها صراعا كبيرا مع أحد صقور الأحرار على المستوى المحلي، وعضو مجلس المستشارين لحبيب لعلج، غير أن مصدرا مطلعا كشف أن الأمر قد حسم وتم الاتفاق على أن يتقدم حدوش باسم الحمامة للانتخابات الجماعية، فيما سيترشح لعلج لانتخابات الغرف المهنية. وقدوم حدوش إلى الأحرار وضعه محط انتقادات شديدة وسخرية من طرف الرأي العام، حيث نشر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" فيديو يضم تدخلات حدوش في مناسبات متفرقة، وفي كل مرة يتحدث عن تجربته مع أحد الأحزاب، ما حذا ببعضهم إلى وصفه ب"أشهر رحالة في وجدة". وفي السياق نفسه، علم "اليوم24" أن حزب الاستقلال سيرشح أسماء من خارج الحزب، إذ قالت مصادر مطلعة إنه استقطب هشام بولويز، عضو غرفة التجارة والصناعة، وإبن رئيس الجماعة السابق علال بولويز، بالإضافة إلى أسماء أخرى تمثل فئات التجار والأطباء والصيادلة، مؤكدا أنه من أصل 13 مستشارا استقلاليا حاليا في مجلس وجدة لن يعيد حزب الميزان ترشيح أربعة فقط على رأسهم وكيل اللائحة عمر حجيرة. الحزب يبرر هذه الاستقطابات بكونه يرغب في الانفتاح على طاقات أخرى ليست بالضرورة تنتمي إلى حزب الميزان لتفادي الانتقادات، التي كان يتلقاها الحزب في الانتخابات السابقة، كما أن الحزب وفق المصدر نفسه يراهن بذلك على زيادة عدد مقاعده في الانتخابات المقبلة، حيث يتداول عدد من مناضليه بأن الرهان في الانتخابات الجماعية المقبلة هو بلوغ 20 مقعدا من أصل 65 مقعدا هم مجموع مقاعد مجلس المدينة. وفي مقابل ذلك، علم الموقع أيضا أن عددا من الاستقلاليين، الذين ترشحوا باسم الاستقلال في الانتخابات الجماعية الماضية اختاروا دخول غمار الانتخابات المقبلة عبر أحزاب أخرى، أبرزهم محمد الصالحي، الذي سيخوض هذه الانتخابات باسم الأحرار. أما الأصالة والمعاصرة، فيبحث من جانبه عن أسماء تضمن له عددا من المقاعد التي يمكن بواسطتها التمتع "بالقوة التفاوضية"، حول رئاسة مجلس المدينة. وقال مصدر مطلع إن حزب الجرار لم يحسم بعد في من سيترأس لائحة "البام" في وجدة، لكن هناك مؤشرات على أنه سيرشح وجها جديدا لم يسبق له أن دخل غمار الانتخابات "هناك مؤشرات على ترشيح الحزب لهشام الصغيري، رئيس جمعية بسمة للأعمال الخيرية، التي يتمتع فيها البرلماني عبد النبي بعيوي، برلماني البام بصفة الرئاسة الشرفية"، يقول المصدر نفسه. ولأن الصغيري، وفق المصدر ذاته، ليس "وجها انتخابيا" معروفا في المدينة، فإن الحزب من المرتقب أن يرشح أسماء لها تجربة ومعروفة، غير أن ذلك أثار الكثير من الجدل، خصوصا أن هذا الاسم سبق لابتدائية وجدة أن أدانته في قضية ما عرف بالمجموعة 14، أثناء شغله مهمة نائب الرئيس في المجلس السابق، وهي الإدانة نفسها التي طالت لخضر حدوش. ويخوض حزب العدالة والتنمية هو الآخر سباقا ضد الزمن لاختيار لائحته لدخول غمار الانتخابات المحلية، ورغم أن الحزب كان على الدوام ضد مسألة الترحال السياسي، إلا أن خصومه في المدينة يقولون إن حزب المصباح لا يختلف عن باقي الأحزاب، بدليل أنه يقود مفاوضات مع مجموعة "بن عبد الحق"، وهي مجموعة تتكون من عدد من المستشارين الذين دخلوا غمار الانتخابات الجماعية الأخيرة باسم الحركة الشعبية، قبل أن يعلنوا بعد وقت قصير من تشكيل المجلس انضمامهم إلى فريق مستشاري العدالة والتنمية، إلى جانب مستشارين آخرين خاضوا الانتخابات الأخيرة باسم "البام" أيضا كما هو الشأن لعبد العزيز حميميدة.