على بعد أسابيع من الاستحقاقات الانتخابية، دعا سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أعضاء حزبه إلى الحفاظ على وحدة صفهم الداخلي، مؤكدا أن البيجيدي "ليس حزبا تراجعيا" ويسعى إلى تحقيق مراتب متقدمة في الانتخابات. وفي كلمته خلال الدورة الاستثمائية للمجلس الوطني لحزب المصباح، التي انعقدت، صبيحة اليوم السبت بالمعمورة بسلا، والتي تم تخصيصها للمصادقة على ما تبقى من مساطر اختيار مرشحيه لانتخابات مجالس العمالات والأقاليم ومرشحي انتخاب مجلس المستشارين، شدد العثماني على أن حزب المصباح "يولي انتباها كبيرا للانتخابات المقبلة"، وذلك بالنظر إلى كونها ستكون أول انتخابات على مستوى الجماعات الترابية بعد الدستور"، وستعرف ولأول مرة انتخاب مجالس الجهات وفق المقتضيات الدستورية الجديدة، وهذا تحول في النظام السياسي المغربي تمناه الكثيرون"، على حد تعبير العثماني، الذي أضاف "كنا نطالب بهذه النقلة لأنها تعكس الديمقراطية والبناء الديمقراطي الراشد". وأكد القيادي في البيجيدي أن "هاجس الحزب الأساسي أن ينجح الوطن وتخرج هذه الانتخابات، وترفع رؤوسنا جميعا عاليا، فإذا نجحت الديمقراطية المغربية فنحن جميعا ناجحون أينما كنا"، يقول العثماني، قبل أن يضيف "حزبنا منتصر في أي رتبة في هذه الانتخابات إذا ما كانت نزيهة وشفافة". وأبرز العثماني، على الرغم من ذلك، أن حزب المصباح " ليس حزبا تراجعيا ونريد أن نساهم في الوطن ونبقى في المؤسسات ونناضل من داخلها كما كنا خارج المؤسسات"، وذلك بالنظر إلى أن "المعارضة والحكومة سواسية بالنسبة إلى الوطنيين"، يقول المتحدث نفسه. وعلى المستوى الداخلي للحزب، الذي يقود التحالف الحكومي، دعا العثماني أعضاء البيجيدي إلى "الاستمرار على مستوى نضاليتهم التي كانوا عليها سابقا، وأن لا يجعلوا همهم تولي مواقع المسؤولية"، مشددا في هذا السياق على ضرورة تذكر أن المرجعية الإسلامية تؤكد بأن "خدمة الوطن هي خدمة لله"، وأن "المغرب بلد مسلم قائم على إمارة مؤمنين تجعل خدمة الدين هي خدمة الوطن". وشدد المتحدث نفسه على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الداخلي للحزب، وذلك ب"عدم التكالب على رئاسة اللوائح، وحياكة المؤامرات والمناورات في هذا الصدد"، مؤكدا أن "المبادئ فوق الأشخاص، وإذا ثبت أن هناك مخالفة للقوانين فإن الحزب سيطبق القانون حتى وإن استدعى الأمر عمليات جراحية قاسية"، وذلك في سبيل الحرص على الحفاظ على الانسجام الداخلي للبيجيدي بالنظر إلى أن "الاختلاف الداخلي مدمر للأحزاب، ومشتت للقوة لأن الفشل وذهاب الريح يكون نتيجة التنازع الداخلي". وتبعا لذلك، أكد العثماني أن البيجيدي "محافظ على قوته لقلة النتوءات والاختلالات داخله"، قبل أن يستدرك مشددا على الحزم في الحالات التي قد يعرفها الحزب "لأنه إذا تساهلنا معها اليوم غدا ستتحكم فينا"، على حد تعبير المتحدث نفسه.