فتح مسلح النار الخميس داخل صالة سينما مكتظة في الولاياتالمتحدة ما ادى الى مقتل شخصين قبل ان ينتحر, بعد وقت قصير من اعراب الرئيس باراك اوباما عن استيائه لعدم تشديد القيود على شراء الاسلحة. وكان اكثر من مئة شخص في الصالة عندما فتح المسلح النار عشوائيا من مسدس بعد نحو 30 دقيقة على بدء عرض فيلم "ترينريك" في صالة غراند-16 في مدينة لافاييت, بحسب الشرطة. واصيب تسعة اشخاص بجروح وبعضهم في حالة حرجة. وقال الكولونيل في شرطة ولاية لويزيانا مايكل ادمونسون للصحافيين "لا نعتقد ان هناك اي شخص اخر ضالع في الهجوم". وكان الرئيس اوباما قال في وقت سابق الخميس ان عدم احراز تقدم "محزن" ازاء تشريع يتعلق بتشديد القيود على شراء الاسلحة هو اكثر ما يشعره بالاستياء خلال ولايته. وقال في مقابلة مع بي.بي.سي "اذا نظرنا الى عدد الاميركيين الذي قتلوا في هجمات ارهابية منذ 11 سبتمبر 2001 فان الرقم لا يتجاوز المئة. اما الذين قتلوا في اعمال عنف مسلحة فهم عشرات الالاف". وتابع "وعدم قدرتنا على حل هذه المسألة يبعث على الحزن. لكن هذا ليس امرا انوي التوقف عن العمل عليه في الاشهر ال18 المتبقية لي (من الرئاسة)". وتأتي حادثة اطلاق النار الاخيرة في ولاية لويزيانا, فيما تجري هيئة محلفين مداولات حول انزال عقوبة الاعدام بحق مسلح اطلق النار في 2012 داخل صالة سينما في كولورادو ما ادى الى مقتل 12 شخصا وجرح 70 آخرين. وسارع حاكم ولاية لويزيانا بوبي جندال الى لافاييت مساء الخميس حيث عقد مؤتمرا صحافيا على مقربة من موقع الحادثة. وقال للصحافيين "كلما سمعنا عن اعمال العنف غير المجدية هذه, نشعر بالغضب والحزن في نفس الوقت". واضاف "لا مبرر لان يتدخل هذا الشر في حياة اشخاص خرجوا فقط بهدف الترفيه عن انفسهم". وتفقد الحاكم جندال عددا من الجرحى في مستشفى محلي واثنى على "بطولتهم". واصيبت معلمة بجروح بالغة بعد ان رمت بنفسها امام صديقتها لتحميها من الرصاص. واصيبت الصديقة في الساق لكنها "لم تفقد تركيزها" واطلقت جرس انذار من الحرائق لتحذير الاخرين من الخطر, بحسب ما ذكره جندال. واضاف للصحافيين "حتى في أسوأ الظروف, يظهر الجانب الجيد من الناس". وجندال, احد الساعين الكثر للحصول على ترشيح الجمهوريين للمعركة الرئاسية. وقال ان "الوقت ليس لمناقشة القيود على شراء الاسلحة لان التركيز يجب ان يكون على الضحايا". ويأتي اطلاق النار في لويزيانا بعد ثلاث سنوات تماما على قيام جيمس هولمز (27 عاما) باطلاق النار داخل صالة سينما مكتظة كان يعرض فيها فيلم "ذا دارك نايت رايزز" من سلسلة افلام الوطواط, في مدينة اورورا بولاية كولورادو, في هجوم خطط له بدقة ارتدى فيه درعا واقيا واستخدم الغاز المسيل للدموع لمنع الضحايا من الهرب. كما يأتي اطلاق النار الاخير بعد اسبوع على قيام محمد يوسف عبد العزيز (24 عاما) باطلاق النار على مركزين عسكريين في تشاتانوغا بولاية تينيسي, فقتل اربعة جنود من المارينز وعنصرا من البحرية قبل ان تقتله الشرطة. وقالت الشرطة انها حددت هوية مطلق النار في لويزيانا وهو رجل ابيض في الثامنة والخمسين من العمر لكن لم تفصح عن اسمه. وقالت السلطات ان اعمار الضحايا تتراوح من 19 الى الستينات ولا تزال الشرطة تقوم بابلاغ الاهالي. وقال قائد شرطة لافاييت جيم كرافت ان العناصر تحركوا في غضون دقيقة من الاتصال الاول طلبا للمساعدة. واضاف "دخل اربعة ضباط الصالة للتعامل مع مطلق النار". واضاف "سمعوا صوت طلقات نارية في ذلك الوقت. وعند دخولهم وجدوا على ما يبدو مطلق النار ميتا بعد ان اطلق النار على نفسه". وبقيت الجثث في صالة السينما بينما كانت الشرطة تقوم بالتحليل الجنائي لمسرح الجريمة. غير ان عمل الشرطة تأخر بعد ان استدعيت فرقة لتفكيك المتفجرات لتفحص سيارة مطلق النار بعد العثور على رزمة مشبوهة داخلها. واظهرت مشاهد التلفزيون في لافاييت فوضى في صالة السينما التي كانت محاطة بالعشرات من سيارات الاسعاف وعربات الشرطة. وقال شاهد العيان جيكوب بروسارد لشبكة سي.ان.ان "جنون, فوضى في كل مكان". وكان بروسادر يشاهد فيلما في صالة مجاورة عندما اطلق جرس الانذار واضيئت الانوار. وعلا صوت من نظام اتصال داخلي يطلب من الناس اخلاء المبنى باسرع ما يمكن. واثناء مغادرته سمع ثلاث طلقات. وعندما اصبح خارجا شاهد امرأة تنزف من ساقها وادرك ان شيئا فظيعا قد حدث. وسارعت الممثلة الكوميدية آيمي شومر بطلة فيم ترينريك الى تقديم التعازي. وكتبت على تويتر "قلبي ينفطر وكل افكاري وصلواتي مع الجميع في لويزيانا".