بسط الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، استراتيجية المغرب فيما يتعلق بأمن الحدود، مؤكدا أنها أصبحت، أكثر من أي وقت مضى، مصدرا لتهديدات جدية من طرف الجماعات الإرهابية، وعصابات الجريمة العابرة للحدود، من تهريب وتدفق للمهاجرين غير الشرعيين واتجار في الأسلحة وغيرها، "مما يتطلب تنسيق جهود كل الدول للحد من عبور هذه الظواهر الإجرامية للحدود الوطنية، ومنعها من توسيع نشاطاتها وبسط خططها وتوزيع عناصرها وخلاياها عبر الدول والقارات"، حسب الضريس. وشرح الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الافتتاحي لمبادرة أمن الحدود، المنعقد بالجديدة اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، ما أسماه "الاستراتيجية المتعددة الأبعاد التي تبنتها المملكة المغربية"، موضحا أنها تسعى إلى "التوفيق بين التدابير الاحترازية الرامية إلى تجفيف منابع التطرف والإرهاب ومتطلبات ضمان الأمن والاستقرار (..)، وكذا عدم المساس بالتطور المحقق على مستوى ترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وممارسة الحريات الفردية والجماعية"، من خلال العمل الاستباقي للإدارة الترابية والمصالح الأمنية، وضمان تطور اقتصادي يمكن من محاربة الهشاشة الاجتماعية، وإصلاح وتأطير الحقل الديني، وتطوير الترسانة القانونية الخاصة بمحاربة الإرهاب، فضلا عه تعزيز التعاون الدولي خاصة في ميدان تبادل المعلومات. وبعد أن شدد على الأهمية القصوى التي يشكلها التعاون الثنائي بين المجموعة الدولية، خاصة بين دول الجوار، وكذا التعاون الإقليمي بما يكفل التصدي الجماعي والفعال للتهديدات الأمنية في إطار مبدأ المسؤولية المشتركة، أشار الضريس إلى أن بلوغ هذا الهدف لازالت تعترضه مصاعب عديدة، من ضمنها سهولة اختراق الكثير من الحدود الدولية من طرف العصابات الإرهابية والإجرامية التي باتت اليوم تستعمل أساليب وأدوات جديدة، تتطلب مواجهتها تقوية تبادل المعلومات واستخدام الأقمار الاصطناعية في تأمين الحدود. وأكد الوزير المنتدب على استعداد المملكة المغربية لتبادل الخبرات المكتسبة من طرفها في ميدان محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود مع كل المنظمات والمنتديات الدولية والدول الصديقة، وكذا اقتسام التجربة الهامة التي راكمتها في ميدان معالجة مسألة المحاربين الإرهابيين الأجانب بصفة خاصة، ومكافحة الإرهاب بصفة عامة، مشيرا في ذات السياق إلى انخراط المملكة في تعاون مع مجموعة من الدول الصديقة من أجل تكوين الأئمة تكوينا عصريا يبعدهم عن نوازع التشدد والغلو.