مغربي آخر موجود في معتقل «غوانتنامو»، هو يونس الشكوري، سيسلك طريقه نحو الحرية بعدما كشفت صحيفة ((واشنطن بوست)) أن وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، سيوقع قرارات ترحيل، خلال الأسابيع المقبلة، لعدد من المعتقلِين في ((غوانتنامو))، من بينهم الشكوري. للإشارة، قضى الشكوري في ((غوانتنامو)) 12 عاما و11 شهرا، بعدما نقل إليه في يناير 2002، وكان يجري تسريب اسمه ضمن قوائم للمعتقلين الذين سيتم إطلاق سراحهم من المعتقل منذ 2010، لكن جرى الاحتفاظ به بسبب تحفظات وزارة الدفاع الأمريكية. هذا، وسبق الشكوري في الخروج من معتقل ((غوانتنامو)) عشرة مغاربة آخرين، أفرج عنهم في أوقات متفرقة، وأعيدوا إلى المغرب، وقضوا به فترات سجنية. لكن أبرز المعتقلين المُرحلين إلى المغرب، انضموا في ما بعد للقتال الدائر في سوريا، مثل ما حدث مع إبراهيم بن شقرون، ومحمد نجيب الحسني. وسيترك يونس الشكوري وراءه في ((غوانتنامو)) عبد اللطيف ناصر. هاجر الشكوري، المزداد في مدينة آسفي عام 1968، إلى باكستان حينما كان عمره 22 عاما، ثم في عام 2001، انتقل إلى أفغانسان للمشاركة في أعمال خيرية يقودها مغاربة آخرين. لكن بعد 11 شتنبر 2001، ألقي القبض عليه من لدن قوات أفغانية، ثم بيع إلى الجيش الأمريكي، وصنف كعدو محارب لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي 2009، وافقت ست وكالات للأمن الأمريكي على إطلاق سراحه من معتقل غوانتامو، في خليج كوبا، لكنه بقي هنالك لسنوات بعدها. في المقابل اعترضت مذكرة لوزارة الدفاع الأمريكية على ذلك وقالت «إذا أطلق سراحه من دون إعادة تأهيل، ومراقبة لصيقة، ووسائل تحقق بنجاح إعادة اندماجه في مجتمعه، فإن الشكوري سيحاول بشكل مرجح، أن يعيد بناء علاقاته بشركائه السابقين، وأن ينخرط في أعمال عدائية». وأوضحت المذكرة أن الشكوري منذ وضعه في معسكر غوانتنامو «كان مطيعا للحراس، لكن لديه حادث واحد هدد فيه حارسا بالقتل، وتعاونه الضعيف مع المحققين يوحي بأن مساندته للمتطرفين مازالت قائمة». وبحسب وزارة الدفاع، فإن الشكوري كان من بين المؤسسين للجماعة الإسلامية المقاتلة، وكان رئيس جناحها المسلح، وأشرف على عملياتها العسكرية في أفغانستان، وسوريا، وتركيا. وقالت «إن الشكوري كان قريبا من أسامة بن لادن، وعمل بشكل كبير على تقريب وجهات النظر والتعاون بين القاعدة والجماعة الإسلامية المقاتلة، بما فيها تزويد القاعدة بمقاتلين من الجماعة لتنفيذ هجمات على الأراضي الأوروبية». وتعتقد وزارة الدفاع أن الشكوري تورط في أعمال عدائية ضد الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولي بوصفه قائدا كبيرا لميليشيات الجماعة الإسلامية في باغرام وتورابورا، وقبض عليه وهو يفر من باغرام بمعية عدد من المتطرفين». وكان الشكوري، بحسب وزارة الدفاع، يدير معسكرا تدريبيا لصالح المغاربة في جلال آباد بباكستان، وكان تخصصه الرئيسي هو صناعة المتفجرات والأسلحة الكيماوية، والتكتيكات العسكرية. وتصنف وزارة الدفاع الشكوري بكونه يشكل خطرا عاليا على أمنها الداخلي، ولم تكن تنصح بالإفراج عليه من معتقل غوانتنامو. غير أن الشكوري ينفي كل التهم الموجهة إليه.