إعداد وداد الملحاف لمحة تاريخية تعود عملية قياس الوقت إلى عصور غابرة، إذ قام قدماء المصريين باختراع الساعة الفلكية عام 2500 قبل الميلاد، وكان يتم تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى ستين دقيقة، وقد استخدموا المزولة التي يعود استعمالها إلى سنة 3500 قبل الميلاد، والتي تسمى كذلك بالرخامة، وهي أداة توقيت نهاري، تتكون من عدة نقاط وخطوط، رسمت على صفيحة عريضة، وفي وسطها عصا مستقيمة أفقية يتحدد الوقت من طول ظلها الناتج عن وقوع أشعة الشمس عليها، حيث تترك ظلا متحركا على النقاط والخطوط وهي من أقدم آلات قياس الوقت، إذ كانت مشكلة قياس الزمن هي محور اهتمام الناس، وكان الإنسان البدائي يعتمد على الشمس في شروقها وغروبها، ووقت جوعه لحساب الزمن، لأن حياته كانت بسيطة ومقاييسه بسيطة خالية من التعقيدات، فكان ينام عند غروب الشمس، ويصحو عند شروقها، ويأكل عندما يجوع. فمسألة تحديد الزمن لم تكن تعنيه كثيرا. ونتيجة للتطور في الحياة، وعيش الإنسان ضمن قبائل، أصبح ينتبه إلى ضرورة قياس الزمن، لذلك قام بتطوير الساعات، إلى أن قام بيتر هينلاين، صانع الأقفال الألماني، بصنع أول ساعة صغيرة في بداية القرن السادس عشر، إذ اخترع هينلاين نابضا رئيسيا لتزويد الساعة بأوزان متدلية من أجل دورانها. ولكي تعمل، كان لابد من أن تبقى ثابتة في وضع عمودي، وقد ساعدت النوابض على إنتاج ساعات صغيرة متنقلة، ليتم تسويقها بعد ذلك بكل من سويسرا وفرنسا وبريطانيا. وفي نهاية القرن السابع عشر، زودت الساعات بعقارب الدقائق، وأصبحت أصغر حجما وأكثر خفة، ما جعل الناس يقومون بوضعها في الجيب أو حول المعصم. وبعد مرور قرنين، أصبحت ساعات اليد منتشرة بشكل كبير، وكانت في البداية موجهة للنساء فقط، قبل أن يرتديها الرجال خلال الحرب العالمية الأولى، إذ اعتبروا أن الساعة اليدوية عملية أكثر خلال فترة الحرب، وقد قام مصممو الساعات بدمج عقرب الثواني خلال القرن العشرين. خاصيات الساعة الذكية يمكن تعريف الساعات الذكية (ثمن الواحدة منها يصل إلى 1.5 مليون سنتيم) بكونها ساعة يدوية تحتوي على نظام رقمي، وتتجاوز وظيفة قياس الزمن إلى خصائص قد تكون في آلات أخرى، وذلك بربط الساعة الذكية بواسطة اللاسلكي مع الوسائل التكنولوجية الأخرى. فحاليا، يتم ربط الساعات الذكية بالهواتف المحمولة عن طريق «الويفي» و«البلوتوث»، ويعود اختراع أول ساعة ذكية إلى سنة 1982، والتي كانت لها وظائف ترتبط أساسا بالقيام بالعمليات الحسابية، ثم وضع الأجندة اليومية، وكذا القيام بالترجمة والألعاب الإلكترونية، لتصبح فيما بعد قادرة على معرفة أحوال الطقس، بالاعتماد على GPS، والتنبيه إلى المكالمات والرسائل القصيرة، ورسائل المحادثات الفورية، واستطاعت أن تفرض نفسها بقوة كأهم الاختراعات، وأصبحت الشركات تتنافس فيما بينها من خلال طرح أشكال وموديلات جديدة تتناسب مع أذواق المستعملين، إذ وصلت الأسعار إلى أثمنة خيالية بسبب استعمال مواد باهضة الثمن كالذهب والأحجار الكريمة، لكن يبقى تسويقها ضعيفا، مقارنة مع التصور الذي وضعه المخترعون في أول مرة، ويعود ذلك لأسباب متعددة. بين الرفض والتأييد في المغرب، بدأ العديد من الشباب المتتبعين لأحدث الابتكارات التكنولوجية باقتناء الساعات الذكية، حيث قام الشاب مروان علوي لمحيرزي باقتناء ساعة ذكية يرتديها طوال الوقت. وفي اتصال باليوم24 يقول مروان: «لقد تعودت عليها، لدرجة أنني لا أستعين بهاتفي عندما أكون خارج العمل والمنزل» مضيفا أنه يقوم بالإجابة عن رسائل الواتساب والفايسبوك والاطلاع على تنبيه الرسائل بواسطة ساعته «ما يحفزني أكثر على استعمال الساعة الذكية هو كون تطبيقاتها تتطور باستمرار». أما خولة حسناوي عامري، فلم تقتن بعد هذه الساعة، «صراحة أجد أن الأسعار مازالت مرتفعة، كما أنها غير عملية، لأن بطاريتها تفرغ بسرعة، وذلك لضرورة الاستعمال الدائم للأنترنيت و»البلوتوث»، وأردفت قائلة: «لا أجد إضافة نوعية لهذه الساعة، أفضل استعمال هاتفي الذكي في كل احتياجاتي التواصلية، وأجد أنه من الأفضل اقتناء ساعات تقليدية لماركات عالمية، لأنها تجعلني أبدو أكثر أناقة»، ويرى عدنان أن الساعات الذكية ليس لها انتشار واسع لدى كل الناس، «أجدها ساعات بدون جدوى، فأنا أقتني ساعات تقليدية وهي كافية بالنسبة إلي، وقبل الحديث عن المضمون، فيكفي أن الشكل لا يشجع على شرائها»، ويعتبر البعض أن هذه الساعات قد تساهم في الحد من علميات السرقة التي تتم بخطف الهواتف عندما يتحدث بها المستعملون، إذ يصعب خطف الساعات من اليد باستثناء تنفيذ عملية السرقة تحت التهديد بالسلاح.