حسب أرقام 2014 كشفت عنها نشرة تصدرها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية، يتصدر الطلبة المغاربة قائمة الطلبة المسجلين بالجامعات والمعاهد العليا الفرنسية إلى حدود نهاية السنة الماضية، وهم يمثلون حوالي 15 بالمائة من العدد الإجمالي للطلبة الأجانب المسجلين بالجامعات والمعاهد العليا الفرنسية، والذين يفوق عددهم 295 ألفا و500 طالب، مقابل 284 ألف طالب أجنبي في السنة الماضية. كذلك كشفت النشرة أن الطلبة المغاربة يتصدرون قائمة الجاليات الطلابية المنحدرة من المغرب العربي قبل التونسيين والجزائريين، ومن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء قبل السنغاليين. الوجهة الأولى يتصدر الطلبة المغاربة قائمة الطلبة الأجانب الجامعيين المنحدرين من الدول ال15 الأولى «المصدرة» للطلبة الجامعيين في فرنسا.. وحسب مصادر بوزارة التعليم العالي المغربية، فإن أكثر من نصف الطلبة المغربة، الذين يتابعون دراساتهم الجامعية بالخارج، يختارون الدراسة بفرنسا، بما يعني 39 ألف طالب مغربي من أصل أكثر من 70 ألفا. وتتجه فرنسا نحو استقطاب طلبة جامعيين مغاربة أكثر للدراسة في جامعاتها ومعاهدها العليا. وهكذا شهدت التحضيرات الأولية للدخول الجامعي 2014-2015 اتخاذ عدة إجراءات جديدة: من قبيل تحسين الإجراءات الإدارية وتبسيطها بشأن التسجيل والإقامة، والرفع من عدد تأشيرات دخول التراب الفرنسي المخصصة للطلبة المغاربة، التي بلغت في سنة 2014 أكثر من 10 ألف تأشيرة، ويتوقع أن يرتفع العدد في السنتين المقبلتين إلى 16 ألف تأشيرة للطلبة. وتم تخصيص بطاقات إقامة متعددة السنوات للطلبة، بما فيهم الطلبة المغاربة، وتغطي كل سنوات الدراسة وفترة تحضير الأطروحات الجامعية عوض تجديدها سنويا. وكانت دراسة أنجزتها مؤسسة campus france في نهاية يناير الماضي، في إطار شراكة مع المكتب الإحصائي لمنظمة يونسكو، قد كشفت بأن الطلبة الجامعيين المغاربة يتصدرون قائمة الطلبة الأجانب بفرنسا، متبوعين بالطلبة الصينيين، ثم الجزائريين في المرتبة الثالثة، والتونسيين في المرتبة الرابعة، والطلبة السنغاليين في المرتبة الخامسة، والطلبة الألمان في المرتبة السادسة، ثم الطلبة الإيطاليين في المرتبة السابعة. ويتجمع الطلبة المغاربة في: جامعات باريس بالعاصمة بأكثر من 2100طالب جامعي، وليل ومونبولييه وبوردو بأكثر من 1500طالب جامعي في كل واحدة منهما، وفي تولوز وليون بأكثر من 1400 طالب جامعي في كل جامعة، وبجامعة فرساي بأكثر من 1700 طالب جامعي.. يتصدر المغاربة الثنائي الصيني والجزائري في جامعة بوردو بأكثر من 950 طالبا، متبوعين بالطلبة الصينيين بحوالي 514 طالبا، والجزائريين بأكثر من 410 طالب. ويتنافسون مع الصينيين والجزائريين بجامعة أميان، ويتصدر الجزائريون هذا الثلاثي في جامعة مارسيليا.. كذلك يتناوب الطلبة الجامعيون المغاربة والصينيون على الرتبتين الأولى والثانية بالتتابع في جامعتي كورسيكا وكليرمونت فيراند.غير أن حضور الطلبة الجامعيين المغاربة يبقى قويا بجامعات ليل وليموج ونانسي وأورليانس ونيس قبل الطلبة الصينيين والجزائريين الذين يتصدرون هذا الثلاثي في جامعات روان وفرساي. تجدر الإشارة إلى أن السنة الجامعية 2014-2015 شهدت زيادة في عدد الطلبة الجامعيين المغاربة الجدد في فرنسا بأكثر من 6 آلاف طالب وفق تقرير لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية لسنة 2015 حول موضوع الهجرة واللجوء والإدماج، بما يمثل نسبة 10 بالمائة من 60 ألف طالب أجنبي جديد تدفقوا للدراسة على فرنسا، ما جعل عدد المغاربة يفوق 39 ألف طالب، متبوعين بالصينيين بأكثر من 24 ألف طالب، والجزائريين في المرتبة الثالثة بأكثر من 30 ألف طالب، والتونسيين في المرتبة الرابعة بحوالي 20 ألف طالب. وتكشف هاته الأرقام أن طلبة دول المغرب العربي يمثلون ربع عدد الطلبة الأجانب بالجامعات والمعاهد العليا الفرنسية. الأولوية للمعاهد أيضا، تكشف أرقام agence campus France والمكتب الإحصائي لليونسكو لسنة 2014 أن أكثر من 7 آلاف طالب مغربي مسجلون في التخصصات العلمية، وأكثر من 6 آلاف في العلوم الاقتصادية والتدبير الجامعي. غير أن أغلبية الطلبة المغاربة في فرنسا أصبحوا يلتجئون للتسجيل في التكوينات التي تقترحها المعاهد العليا الفرنسية بشكل متزايد، وبخاصة في مجال تكوين المهندسين والتسيير، مقابل تراجع أعدادهم بشكل متزايد بالجامعات الفرنسية بأقل من 8 بالمائة مقارنة مع السنتين السابقتين: 1400 طالب مغربي بكليات الحقوق والعلوم السياسية، وأكثر من 2500 طالب مغربي بكليات الآداب واللغات والعلوم الإنسانية . فيما يتلقى أكثر من 7900 طالب مغربي دراساتهم بكليات العلوم، وألفي طالب بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان. غير أن أكثر من 20 ألف طالب مغربي موزعون على المعاهد العليا الفرنسية. وكان تقرير لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية لسنة 2015 حول موضوع الهجرة واللجوء والإدماج قد كشف أن سنة 2014 شهدت تدفق 60 ألف طالب أجنبي جديد للدراسة في فرنسا يمثل المغاربة من بينهم 10 بالمائة. تجدر الإشارة إلى أن دراسة أنجزتها مؤخرا مؤسسةcampus France كشفت أن فرنسا ما زالت وجهة جامعية بامتياز لطلبة دول المغرب العربي، وللطلبة الصينيين الذين ارتفعت نسبتهم بالجامعات الفرنسية بأكثر من 56 في المائة خلال سنتين. فالطلبة المغاربة بالجامعات الفرنسية يشكلون حاليا 17 في المائة من الطلبة الأجانب الذين يدرسون بالجامعات الفرنسية.