أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جيمس بيكر، اليوم الإثنين، أنه يتفق مع إدارة الرئيس، باراك أوباما، في عدم ضرورة توريط الولاياتالمتحدة في معارك برية في سورية والعراق. لكنه يرى أن سلاح الجو وحده لا يمكن أن يحسم المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية على وجه التحديد، وأن البديل الأنسب هو تكليف تركيا بغزو سورية لاقتلاع "داعش" ونظام الرئيس السوري بشار الأسد في ضربة واحدة. وطرح بيكر هذا المقترح في سياق حوار تلفزيوني أجري معه في برنامج "واجه الأمة"، عبر قناة "سي بي إس" الأميركية. وفي معرض إيضاحه للمقترح، قال بيكر حسب "العربي الجديد": "من وجهة نظري لا يجب التورط بإرسال قوات أميركية للقتال البري في العراق أو سورية، ولكن هذا لا يعني أن الضربات الجوية يمكن أن تحسم المعركة ضد تنظيم (داعش)، بل يجب أن تكون هناك قوات على الأرض وليس من الضروري أن تكون القوات أميركية" وتابع بيكر أن "الجيش العراقي لا يقوم بالدور المطلوب حالياً داخل الأراضي العراقية، وهناك حاجة للمزيد من التدريب والتأهيل للقوات العراقية لتقوم بدورها، أما في سورية فإن الوضع مختلف تماماً وأكثر تعقيداً، ولهذا فإن الفكرة المثلى هي أن نعمل على جعل الجيش التركي يتولى المهمة ويجتاح سورية". ولفت بيكر إلى أن الأتراك يريدون اقتلاع الأسد، وأوباما يقول إن الأسد يجب أن يرحل، والطرفان يريدان تدمير "داعش"، متسائلاً: "لماذا لا تقوم تركيا بالمهمة وهي عضو في حلف شمال الأطلسي ويبلغ عمر تحالفها مع الولاياتالمتحدة 60 عاماً، ولدى تركيا جيش قوي قادر على خوض حرب برية وأداء المهمتين بنجاح داخل سورية". وتساءل بيكر أيضاً، لماذا لا تعمل إدارة أوباما مع تركيا لإسقاط الأسد وتدمير "داعش" على حد سواء، ما دام هناك التقاء مصالح في هذا الجانب. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتولى الحرب الجوية والإمدادات اللوجستية والمعلوماتية في حين يتولى الأتراك القتال على الأرض وتحقيق الهدفين المطلوبين. وألمح إلى أن الغزو التركي المقترح لسورية يمكن أن يحظى بالشرعية والقبول، إذا ما تم إشراك قوات عربية برية إضافة إلى القوات التركية خصوصاً من السعودية والإمارات والأردن. وكان بيكر، قبل طرح هذا الاقتراح، قد أشار إلى أن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، جيب بوش، قادر على هزيمة أي مرشح ديمقراطي في انتخابات 2016 وأنه سيقدم لبوش، إذا ما فاز بالرئاسة، النصائح التي يحتاجها في السياسة الخارجية، وهو ما فهم منه لاحقاً أن الجمهوريين يعتزمون العمل على إقناع تركيا بالمقترح إما في الوقت الحالي، وإما مع قليل من الانتظار إلى أن يعودوا إلى البيت الأبيض في حال عزوف أوباما عن دراسة ما يريد الجمهوريون منه أن يفعله. واستبعد بيكر أن يكون الرئيس المقبل من الحزب الديمقراطي قائلاً إن الحزب من الصعب عليه أن يحافظ على البيت الأبيض على مدى 12 سنة متواصلة، وأن المرشحة المحتملة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، كانت شريكاً مع إدارة أوباما في أخطائها لمدة أربع سنوات كاملة، ولهذا فإنها على الرغم من شعبيتها فهي معرضة للهزيمة وسيكون بوش، قادراً على تحقيق الفوز عليها. يشار إلى أن بيكر من السياسيين الجمهوريين المخضرمين وكان قد عمل كبيراً لموظفي البيت الأبيض في فترات من عهد الرئيس الجمهوري الراحل، رونالد ريغان، وفي عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، قبل أن يعين وزيراً للخارجية قبيل حرب تحرير الكويت. وتولى مفاوضات الساعات الأخيرة قبل الحرب مع وزير خارجية صدام حسين، أثناء غزو العراق للكويت، طارق عزيز، وسلمه رسالة الإنذار الشهيرة من بوش إلى صدام للانسحاب من الكويت مهدداً إياه بالحرب، لكن عزيز تركها على الطاولة وصرح أنه رفض إيصالها لصدام حسين باعتبار أنها رسالة مهينة.