بعدما ظن الكثيرون ان العلاقات المغربية الفرنسية مرشحة للمزيد من التأزم، خاصة بعد إلغاء الزيارة التي كان سيقوم بها وزير الخارجية صلاح الدين مزوار الى باريس للقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس، قبل أسبوعين، توالت مجموعة من الاحداث بشكل مكثف خلال الأسبوع الجاري، وهي الأحداث التي عجلت بإنهاء الازمة بين الرباطوباريس، وطي صفحة الخلاف الذي دام زهاء سنة. بدأت أولى خيوط الحل تنسج بعد اتصال هاتفي جرى يوم الاثنين الماضي بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، وهو الاتصال الذي انتهى الى ضرورة إيجاد حل للازمة بين البلدين، وتقرر تبعا لذلك تنظيم زيارة بين مسؤولي البلدين لوضع الإطار القانوني لعملية "الصلح". بعد الاتصال الهاتفي بين الملك وهولاند، سافر وزير العدل والحريات مصطفى الرميد يوم الخميس الماضي الى باريس من اجل لقاء نظيرته الفرنسية كريستيان طوبيرا. وأسفرت اللقاءات بين الجانبين عن استئناف التعاون القضائي بعد وضع النقط على الحروف بشان مجموعة من التحفظات التي كان أبداها المغرب على الاتفاقيات القضائية التي تم توقيعها في وقت سابق بين البلدين. وفي غضون ذلك، سافر الملك محمد السادس الى باريس في زيارة خاصة. غير ان هذه الزيارة ستتحول الى شبه رسمية بعدما تم الإعلان عن لقاءات للملك مع مسؤولين فرنسيين في مقدمتهم الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند. واليوم، عملت الاميرة لالة مريم، شقيقة الملك محمد السادس بباريس على تسليم أوسمة منحها بها الملك محمد السادس إلى ثلاثة من ممثلي الديانات السماوية (الإسلام واليهودية والمسيحية) في فرنسا. وهكذا، وشحت لالة مريم بوسام العرش من درجة ضابط كلا من خليل مرون إمام مسجد إيفري، وميشيل سرفاتي حاخام ريس-أورانجيس، وميشيل دوبوست أسقف إيفري، وذلك خلال حفل احتضنه معهد العالم العربي، وحضره، على الخصوص، الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق. هذه الاحداث الأربعة، والتي توالت في ظرف أسبوع واحد، عكست طي صفحة الخلاف بين الرباطوباريس بعد شبه قطيعة دامت سنة.